قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ (65) (الأنفال)
كتب / رئيس التحرير - ناظم الجابري:
الهبت قصة الجنود العراقيين الاشاوس المحاصرين منذ ثلاثة اشهر في منشأة المثنى الكيمياوية في صحراء الانبار التي بدأت وسائل الاعلام هذه الايام بالحديث عنها ، مشاعر العراقيين .. وابهرت العالم اجمع ، بروح المقاومة والصبر والفداء التي بذلها ابطال قواتنا المسلحة في هذه الصحراء ، وأعادت لهم الصورة الناصعة للجندي العراقي الباسل التي لازالت بذاكرتنا في فلسطين ، وغيرها من المواقع الحربية التي كان فيها كرار غير فرار ، واعادت لنا من جديد لبطولاته التي يسطرها على الارهابيين ، وبالخصوص الدعم المعنوي الذي يقدمه لهم ابطال قوات الحشد الشعبي والتي زادت من عزيمتهم وبسالتهم وشراستهم في خوض المعارك مع التكفيريين ، وجاءت لتبطل حجم الهجمة والانكسار التي تعرض لها الجندي العراقي بعد كارثة سقوط الموصل ، وما تبعها من انكسار للمعنويات واحداث لن تنمحي من الذاكرة ، وابرزها مجزرة سبايكر ، والاحداث الامنية التي تلتها واخذت تتلاحق بوضعنا الامني كلعبة الدومينو لتلحقها الواحدة بعد الاخرى ، لولا تلاحق فتوى المرجعية الدينية العليا في دعوة الشعب الى الجهاد الكفائي ، والزحف الشعبي الذي هب كالبركان ليزلزل الارض تحت اقدام الارهابيين.
فالمقاومة الباسلة التي ابداها هولاء المائة وسبعون جندياً الذين كانوا محاصرين بمنشأة المثنى الكيماوية في صحراء الانبار، ومقاومتهم الشرشة والمميتة للدواعش ، وصبرهم على الجوع والعطش ، وبقائهم لمدة ثلاثة اشهر يتناولون "الشعير" طوال فترة محاصرتهم ، هزت العاطفة العراقية والفرحة بنفس الوقت لهذه المقاومة الشرسة والعزيمة الراسخة والباسلة الفائقة التي اجبرت الدواعش على التقهقر والانكسار والتعجب من هذه المقاومة الشامخة لتكسر شوكتهم التي هزت وازكمت جرائمهم انوف العالم ، واذا بعشرات من الجنود يكبدوهم الهزائم تلوا الاخرى ، رغم محاولة الدواعش بمفخخاتهم وانتحارييهم ودروعهم واسلحتهم المتطورة وصواريخهم بأكتساحهم لأكثر من مرة في المنشأة التي كانوا يتحصنون بها ، ورغم استعانتهم بخبير تكفيري - سعودي لغرض فتح هذه المخازن الكيمياوية التي أغلقها الأمريكان بعد سقوط النظام السابق.
ومن هنا ندعو القائد العام للقوات المسلحة ، حيدر العبادي ، ووزير الدفاع العراقي ان" يكرم هولاء الجنود البواسل ، ويكافئهم ، ويرقيهم برتب عسكرية نتيجة التضحية والصبر والمقاومة التي بذلوها ، والتي أصبحت قصتهم اليوم أعجاب وحديث الشارع العراقي.