جبا - ثقافة وفن:
حددت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الجمعة، مكاناً مقترحاً لدفن جثمان الشاعر مظفر النواب، مشيرة إلى أنه ستكون هنالك مراسيم رسمية لتشييعه.
وقال وزير الثقافة ،حسن ناظم ، أنه "ستكون هنالك مراسيم رسمية لتشييع الشاعر النواب ، مبيناً أن "وزارة الثقافة تخطط من الان وفي طور الاعداد لبرنامج التشييع"، وستعلن المراسم قريبا".
ولفت إلى أن "وزارة الثقافة في الحكومة الحالية لديها خطة لنشر عيون الشعر العربي والعراقي بالتحديد، بدأناها بالشاعر الجواهري حيث نشرت الوزارة 6 مجلدات للشاعر وأعقبتها اعمال كاملة للشاعر الحبوبي ولميعة عباس وغيرهم من الشعراء وستستمر الوزارة في نشر عيون الشعر العراقي ومنها شعر الراحل مظفر النواب".
وبين أن "الكادر المتقدم في الوزارة مجتمع في ايجاد افكار لاختيار مكان للقبر، وهنالك مقترح من وزارة الثقافة في أن يدفن الشاعر النواب في القشلة على نهر دجلة قريبا من شارع المتنبي وهذا مقترح سنقدمه ونسعى الى تثبيته"، لافتا الى أن "اشعاره ستحظى بالاهمية".
ولد الشاعر العراقى مظفر النواب فى 1934، وفى السنوات الأخيرة انتشرت أوخبار كثيرة عن رحيله، كان عادة ما يتم تكذيبها، ومؤخرا نشر حسابه فى فيس بوك، صورة له تظهره طريح الفراش، وكتب جملة واحدة: "متعب منى.. ولا أقوى على حملى"، والصورة هى أحدث لقطة للشاعر العراقى الشهير الذى عرف بهجائه للديكتاتوريات العربية، وطُرد من العراق فى أواخر الستينيات، قبل أن يتبوأ صدام حسين موقع السلطة في البلاد.
عاش مظفر النواب طوال حياته سواحا فى البلاد باحثا عمن يسمع قوله ويأخذ به، فقد كان يعرف أعداءه ويعرف تابعيه ويعرف خلصاءه والذين هم خلصاء الوطن ومحبوه، وظل صارخا فى البرية يقول: لا تخشوا أحدا فى الحق/ فما يلبس حق نصف رداء/ ليس مقاتل من يدخل نجد بأسلحة فاسدة/ أو يجبن، فالثورة ليست خيمة فصل للقوات/ ولا تكية سلم للجبناء/ وإياكم أبناء الجوع فتلك وكالة غوث أخرى/ أسلحة فاسدة أخرى/ تقسيم آخر/ لا نخدع ثانية بالمحور أو بالحلفاء/ فالوطن الآن على مفترق الطرقات/ أقصد كل الوطن العربى/ فإما وطن واحد أو وطن أشلاء/ لكن مهما كان فلا تحتربوا/ فالمرحلة الآن/ لبذل الجهد مع المخدوعين/ وكشف وجوه الأعداء.
و"مظفر" أكثر من كونه شاعرا عراقيا معارضا، فإنه دليل لما تتعرض له الروح والعقل فى بلادنا، حيث تعرّض للملاحقة وسجن فى العراق، وعاش بعدها فى عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية أخرى، ففى عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا للملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة، إلا أن المخابرات الإيرانية فى تلك الأيام ألقت القبض عليه وهو فى طريقه إلى روسيا وسلمته إلى الأمن السياسى العراقى، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، لكن خفف الحكم إلى السجن المؤبد.
وعاش فى سجن "نقرة السلمان" الشهير ثم انتقل إلى سجن الحلة الواقع جنوب بغداد، وفى هذا السجن تمكن الشاعر من الفرار، حيث قام مع مجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة إلى خارج أسوار السجن وظل متخفيا حتى صدر حكم بالعفو عن المعارضين.