جبا - متابعات:
مثّلت الأزمة السياسية الحادّة القائمة في العراق بسبب الاستفتاء الذي اجراه أكراد الشمال اليوم حول استقلال إقليمهم أسوأ مفاجأة برزت أمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في وقت كان يتّجه فيه نحو قطف الثمار السياسية للحرب التي دارت بقيادته ضدّ تنظيم داعش وأفضت إلى هزيمة التنظيم واستعادة أغلب مناطق البلاد التي كان احتلها بدءا من 2014.
وبينما جلبت سلسلة الانتصارات المتتالية على تنظيم داعش بدءا من معركة جرف الصخر في جنوب بغداد، وتكريت في صلاح الدين، والفلوجة في الأنبار، والموصل في نينوى، وصولا إلى المعارك الأخيرة الدائرة حاليا في الجيوب القليلة الباقية تحت سيطرة التنظيم، للعبادي لقب “قائد النصر”، فإن الاستفتاء الكردي سجّل في سجلّه أنّ المسار الفعلي لتقسيم البلاد انطلق عمليا في عهده، بغضّ النظر عن أن بذور التقسيم زُرعت على مدار تجربة المحاصصة الطائفية والعرقية الجارية منذ الاحتلال الأميركي للعراق سنة 2003، ونمت بشكل غير مسبوق في حقبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي اتّبع سياسات توصف بالطائفية المنفّرة للمكوّنات العراقية والطاردة لها.
وفتحت الانتصارات على داعش آفاق المستقبل السياسي أمام رئيس الوزراء الحالي، لكنّ تقسيم البلد في حال تحقّق فعلا سيغلق تلك الآفاق مبكّرا.
وبدلا من أن تفضي حرب داعش إلى استعادة كامل أجزاء البلاد، فإن رئيس الوزراء يواجه معضلة استعادة بلد منقوص من جزء كبير من أراضيه من بين أكثرها غنى بالثروات الطبيعية.
ومن السيناريوهات الأكثر سوءا أن يجد العبادي وهو يستعد لإدخال البلد في فترة سلام طال انتظارها، ينتقل من قيادة حرب ضد تنظيم متشدّد إلى قيادة حرب أهلية ضدّ مكوّن من مكونات المجتمع العراقي.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات العراقية المشتركة، الأحد، رسميا عن إكمال المرحلة الأولى من عمليات تحرير قضاء الحويجة بمحافظة كركوك.