- التفاصيل
-
المجموعة: تقارير مصورة
-
تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 01 نيسان/أبريل 2025 16:28
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 01 نيسان/أبريل 2025 16:28
-
كتب بواسطة: ناظم
-
الزيارات: 1419
كتب / رئيس التحرير: ناظم الجابري
في هذه الحلقة التاسعة عشر قبل الاخيرة يد، يقص العيداني عن رؤيته ونظرته المستقبلية إلى محافظة البصرة وكيف يريد هندستها وتطويرها بالمستقبل فيقول وعلى لسان العيداني:
لطالما كانت رؤيتي للبصرة رؤيةً مشرقة، فهي مدينة تستحق أن تنعم بخيراتها، وأن تُصان مكانتها كأم العراق، فهي تعطي الوطن كل شيء، ومن واجبنا أن نمنحها ما تستحق من التقدير والرعاية.
في رحلتي بين أزقة البصرة وأحيائها، رأيت أهلها الطيبين، أناسًا مضيافين، يحبون جميع العراقيين دون تمييز. هذه المدينة قدمت تضحيات جِسام من أجل العراق، وتحملت الكثير في وجه المحن، خاصة عندما تعرضت البلاد لهجمة داعش الشرسة التي استباحت الأرض، لكن البصريين لم يبخلوا بدمائهم دفاعًا عن العراق.
واليوم، بعد الانتخابات المحلية الأخيرة، كانت ردة فعل أهل البصرة عظيمة، وهو ما حملني دينًا كبيرًا بعد أن منحوني ثقتهم مجددًا كمحافظ. الآن، ونحن في موقع المسؤولية، يجب علينا أن نعمل بجدٍ أكبر للنهوض بالبصرة، وأن نحقق لها ما تستحقه من تقدم وازدهار. أمامنا عامان أو ثلاثة، وهي فرصة ثمينة يجب أن نستثمرها في خدمة هذه المدينة العريقة.
اتخذنا إجراءات قد تبدو للبعض قاسية، مثل إزالة التجاوزات، لكننا نؤمن بأن البصرة يجب أن تكون الأجمل والأفضل. لا يمكن لنا تحقيق النهضة المنشودة دون تطبيق القانون، ويجب أن يبدأ ذلك من أنفسنا أولًا، ثم من أقرب الناس إلينا.
أهل البصرة لم يكونوا يومًا منتهكين للقانون، ولم يسعوا للاستيلاء على حقوق الآخرين. حين اضطررنا كبصريين للنزوح بسبب القصف بسبب الحرب العراقية - الايرانية في الثمانينات ، استأجرنا مساكن مؤقتة، ولم نتجاوز على املاك عامة او خاصة ، وحين عاد الاستقرار، عدنا إلى بيوتنا. واليوم، أي شخص يأتي إلى البصرة ويسكن فيها بشكل نظامي، ويتعايش مع أهلها وفق القانون، فهو مرحب به، كما كانت المدينة دائمًا حاضنة لكل العراقيين.
لطالما كانت البصرة موطنًا لكل القوميات والطوائف، فقد جاء الأكراد(الاكراد الفيليين) واستقروا هنا، ولم يعودوا إلى مناطقهم الأصلية، بل وجدوا في البصرة وطنًا آخر. هذه المدينة تستقبل الجميع، وتوفر فرص العمل لكل أبناء العراق، حيث يمكن لأي شخص العمل فيها بحرية وأريحية، ما دام يلتزم بالنظام والقانون.
نعمل اليوم بجدٍ لإنهاء الملفات العالقة، ليس تفضلًا على الناس، وإنما أداءً لواجبنا تجاههم. فالبصرة تمتلك من الإمكانيات ما يجعلها تضاهي دولًا بأكملها، سواء من حيث الموارد البشرية، أو الثروات الطبيعية، أو الفرص الاقتصادية. هذه الطاقات تحتاج إلى استثمار حقيقي، وهو ما لن يتحقق إلا بالتعاون بين الحكومة المحلية والحكومة الاتحادية.
لقد قطعنا شوطًا مهمًا في مسيرة النهوض بالبصرة، واليوم أصبح اسمها حاضرًا على خارطة التنمية، بل إن العديد من دول المنطقة بدأت تشير إليها بالبنان. لكن التحديات لا تزال كبيرة، سواء على مستوى العراق ككل أو على مستوى البصرة خصوصًا، ولذلك يجب علينا أن نبذل المزيد من الجهد لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا.
في النهاية، التاريخ لا يخلّد إلا من يخدم مدينته ووطنه بإخلاص.