حكومة البصرة تبحث مع بعض الوحدات الإدارية والدوائر الحكومية تعارضات المشاريع على تحديث وتوسيع التصميم الأساس لبعض الأقضية والنواحي
   |   
مواطنون يشكون من كثرة قطع التيار الكهربائي في عدد من مناطق قضاء ابي الخصيب
   |   
بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


رحيل حميد المطبعي.. «موسوعي» العراق الحديث

نتيجة بحث الصور عن رحيل حميد المطبعي.. «موسوعي» العراق الحديث

 

جبا - متابعة:

عن عمر ناهز 76 عاماَ بعد صراع طويل مع المرض، ودّع الحياة الموسوعي حميد المطبعي يوم الاثنين 16/4/2018 في أحد مستشفيات مدينة النجف.
وقد نعاه وزير الثقافة فرياد رواندوزي بكلمة جاء فيها «ببالغ الحزن والأسى فجعنا بفقد قامة ثقافية متميزة ورحيل اسم كبير منح الساحة الثقافية والأدبية حضوراً متميزاً، من خلال كتاباته وأدبه وشعره، وبرحيله فقدت الساحة الثقافية أحد رواد الثقافة والأدب، إلا أن أعماله الإبداعية باقية تؤرخ مسيرته الحافلة بإنجازاته الكبيرة، وهي معين لا ينضب للأجيال القادمة، ورافد من أهم الروافد الثقافية الإنسانية. العزاء لعائلة الفقيد ولأصدقائه ومحبيه سائلين المولى القدير أن يسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان».
ويعد المطبعي من أبرز الأسماء التي عملت في ميادين ثقافية متنوعة ومختلفة ، بذلك استحق الألقاب التي أسبغها عليه الوسط الثقافي العراقي: باحث، مؤرخ، رحالة. 
وللدلالة على أهمية الجهد الذي قدمه حميد المطبعي للثقافة والذاكرة العراقية قال عنه في يوم ما عالم الاجتماع علي الوردي إن «المطبعي رجل دؤوب يعمل ليل نهار بلا كلل، وهو بالإضافة إلى ذلك لا يبالي بما ينال من جزاء على تعبه. وقد يصدق عليه المثل الشعبي القائل «يركض والعشا خبّاز» وهناك ناحية أخرى في المطبعي هي أنه يعرف كيف يعامل الناس، وكيف يخاطب كل إنسان بما يلائمه. وهذا فن لا يتقنه إلا القليل من الناس». 
كانت مدينة النجف التي تقع جنوب غربي العاصمة العراقية بغداد قد شهدت ولادته عام 1942، ونظرا لشيوع المدارس الدينية فيها، باعتبارها مركزا دينيا، إضافة إلى الزخم الثقافي الذي يحتشد في حلقات علمائها ومفكريها، فقد تلقى المطبعي العلوم والمعارف من روافد مختلفة، دينية وأدبية وفلسفية، من هنا اتسم أسلوبه في الكتابة، خاصة في إطار بحوثه الاجتماعية بنزعة تميل إلى التجريد الفلسفي، كما أن لغته حتى في إطار التوثيق كانت تحمل شخصية الأديب المسحور بالمفردة. 
إصداراته الموسوعية 
خلال مسيرته الحافلة بالبحث والتقصي عن المعلومة بقصد تدقيقها وتوثيقها، أصدر أكثر من ثلاثين كتابا، تنقل فيها بين أدب الرحلات والتاريخ الاجتماعي لمكونات المجتمع العراقي، وأبرز ما أنجزه المطبعي خلال الأعوام الأخيرة من حياته، رغم ما كان يعانيه بسبب المرض، اصدار موسوعة «أعلام وعلماء العراق في القرن العشرين» بأجزائها الثلاثة، وقد عبّر المطبعي حال صدور موسوعته بكلمات موجزة في إطار تقييم ما أنجزه «أرضيت نزاهتي في أعلامنا، وأديت الزكاة لتاريخهم، فنحن كلنا مدينون لأعلام العراق، في ما أبدعوا من علم، وفي ما أنتجوا من عقل، وفي ما أرادوا أن يكملوا الشوط الطويل الذي ابتدأت به مدرسة بغداد في التاريخ، وفي بناء التاريخ الإنساني». وسبق للروائي العراقي علي خيون أن علق على هذا المشروع الموسوعي الضخم قائلا «هذا رجل كريم، يبحث عن الآخرين ليقدم لهم خدمة، بل إنه زار كل العلماء والمفكرين في العراق ليوثق حياتهم في موسوعته الشهيرة، فهل يجود الزمن بمثله؟ إنه موسوعة من العطاء التي لم يوثق حياتها أحد». 
المطبعي وقبل أن يصدر موسوعته عن إعلام العراق سبق له أن قدّم لمكتبة الثقافة العراقية موسوعة عنوانها «الجذور» حرص فيها على أن يرصد ذاكرة مهمة في مسار الثقافة العراقية، عندما تناول طيفا واسعا من الشخصيات التي تعمل في ميدان الثقافة والفكر تنتمي في هويتها القومية والدينية والإثنية إلى مختلف المكونات التي يتشكل منها النسيج الاجتماعي العراقي. 
طليعية دوره الثقافي 
وفي إطار جهده الأدبي يحسب للمطبعي أنه كان داعما للمواهب الشابة من الشعراء وكتاب القصة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، عندما أصدر مجلة طليعية في استراتيجيتها ومحتواها في حينه، حملت عنوان «الكلمة»، من خلالها احتفى بنتاجهم وقدمهم إلى القراء، وكان منطلقه في ذلك ميله إلى النص الشعري الذي ينأى عن القصيدة العمودية ويقترب من النص أو قصيدة النثر، وعن هذا الدور الريادي كتب الناقد والصحافي ماجد السامرائي في صفحته على موقع الفيسبوك «لقد كان المطبعي من أبرز من حملوا الحداثة الشعرية لجيل الستينيات على كتفيه، مبشراً بشعرائها من خلال «الكلمة»، المجلة الرائدة من بعد «شعر» اللبنانية. ثم نهض بأعماله الموسوعية الرائدة. ومع هذا كله أهمله، في سنوات مرضه، «اتحاد الكتباء»، وهو من أوائل أعضائه، الرحمة على روحه، والبقاء لعطائه». 
ربما تعد تجربته في مجلة «الكلمة» من أولى المحاولات التي شهدها المشهد الثقافي العراقي التي انتبهت إلى ضرورة أن يكون هناك مطبوع يختص ويقف إلى جانب النتاج الشعري والأدبي الخارج عن السرب السائد والمألوف، إلا أن المجلة لم تستمر طويلا حيث توقفت في منتصف العقد السابع من القرن الماضي، والأسباب ليست معروفة حتى هذه اللحظة، وعلى الأغلب فإن المطبعي لم يكن راغبا في أن يكون تحت مرمى سهام الخطاب الرسمي آنذاك، خاصة أن شخصيته لم يُعرف عنها الاقتراب من ساحة الجدل السياسي رغم ما كانت يتسم به من روح السخرية.