بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


ذكريات عن (طبكة) البصرة

مصطفى غازي فيصل حمود:

هناك صورٌ وأحداث تنطبع في ذاكرة الأنسان ,منذ طفولته حتى الكبر, منها مالهُ علاقة بجمالية المكان ومنها ما له علاقة بجمالية الحدث المرتبط بالزمان وجمالية (الصورة) التي هي جزء  من المكان ,بحيث تبقى هذه الأحداث مطبوعة في الذاكرة ,مما يدفع الأنسان الى أستذكارها مرغماً.

ــ الجميل منها على الأغلب  ــ  في أوقاته العصيبة التي يمر بها ,فتجده أي الأنسان يقلب ذاكرته ذات اليمين وذات الشمال ,بحثاً عن ماهو جميل في طياتها,لكي يستذكره,دفعاً لهمه وغمه ,ومن اجمل ذكريات الأنسان ,مكانياً وزمانياً ؛هي ذكرى زواجه ,فتجده يقلب في ذاكرته الصورية منذ بداية رؤيته لشريك حياته,حتى ساعة الزفاف .وكلنا نعرف المثل الشعبي الذي يدعو الى ذلك ,أو تجده يتذكر مشهداً جميلاً شده في طفولته أو صباه ,وهذا في الحقيقة هو ما دفعني لكتابة هذه المقالة ففي ساعة خلوة  قلبت الذاكرة فأذا بي أعود الى سنوات السبعينات ,وأعتقد أذا لم تخني تلك الذاكرة كان عمري في حينها لم يتجاوز الخمس أو الست سنوات ,وهذا زمنياً ,أما مكانياً أي (صورياً) فأني أرى نفسي في عَبّارة في شط العرب, أو كما كانت تسمى بـ (الطبكة) ,وهي للتوضيح لمن لم يعرفها هي عِبارة عن (دوبة) مسطحة ومحاطة بسياج حديدي وفيها بوابتين متخالفتين في العمل عند العبور من جانب الى الجانب الآخر ,أي بوابة الصعود في الذهاب تكون بوابة النزول في الآياب ..وهكذا بالتعاقب ذهاباً وآياباً,وفيها محرك ضخم ذو صوت عالي ومميز , وكانت لهذه (الطبكة) القدرة على حمل عشرات الأشخاص أضافة الى اربع أو خمس سيارات ـ على الأغلب ـ على سطحها المنبسط,ولها مرسى خاص على ضفتي شط العرب,والذي ساعد في وقتها على أزدهار عمل ( الطبكة ) هو وجود جامعة البصرة في قضاء  شط العرب( التنومة) على الجانب الأخر لشط العرب ,  ـ وأعتقد ان من يقرأ موضوعي هذا وكان في حينها طالباً جامعياً قد أكون أثرت في نفسه الشجون ـ ,هذا أضافة لعدم وجود جسر يربط بين ضفتي شط العرب لعبور سكان (التنومة) ؛وخلال حرب الثمان سنوات ,أنتقلت جامعة البصرة الى بنايتها الجديدة في منطقة كرمة علي شمال البصرة ,وكذلك تم تشييد جسر نقل عسكري يربط بين مركز المدينة و التنومة ,مما دفع بالمسؤولين في وقتها الى الغاء  عمل (الطبكة) وبذلك أنقرضت نهائياً ,وكم هو جميل لو عادت الأن بحلة جديدة لكي, تكون تراثاً متجدداً من تراث البصرة الذي يعاني الأهمال والأندثار .