بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


نهر العشار بين ذكريات الماضي .. ومآسي الحاضر !!

 http://xa.yimg.com/kq/groups/31697693/sn/2052191333/name/Untitled-28.jpg72521855

 

كتب - الصحفي عبد الحسين الغراوي

اشتهرت البصرة بكثرة انهارها حتى وصلت كما ذكرت مصادر التاريخ الى 630 نهراً اغلبها الانهر المتفرعة من شط العرب، ولا سيما في مناطق ابي الخصيب الفتية ببساتينها وجمال طبيعتها، ثم يتفرع من شط العرب، نهر العشار الذي يفصل مدينة البصرة الى قسمين يشكلان مركز العشار، وكلا المنطقتين تجاريتان لكثرة الاسواق التجارية فيهما .. ونهر العشار سمي بهذا الاسم نسبة لجباية ضريبة العشر التي تؤخذ على المحاصيل الزراعية .

والعشار هو شريان البصرة الرئيس بعد انتقالها من البصرة القديمة خلال النصف الاول من القرن التاسع للهجرة - كما ذكر ذلك الباحث يوسف العلي- وكانت تقع على ضفة نهر العشار الذي اطلق عليه الرحالة (بندقية العرب) و (فينيسيا الشرق) لسحر وجمال نهر العشار آنذاك- دوائر الولاية المهمة مثل بناية الكمرك عند فوهة النهر ولا يزال المبنى موجوداً. وكذلك كانت توجد البنوك مثل البنك العثماني والبنك الشرقي وشركة الهند الشرقية- وعلى ضفاف نهر العشار عند منطقة البصرة القديمة كانت هناك البيوت الشناشيلية والتراثية مثل بيت الشيخ خزعل ودار خلف العبد الواحد ذي الطراز الاسلامي والمعماري ودار صبري افندي- صندوق امين البصرة- الذي غنت له المطربة صديقة الملاية اغنية (صبري افندي) وكان يوجد عند ضفة نهر العشارالبنك العربي وساعة سورين، كما تقع على نهر العشار فنادق البصرة القديمة مثل- كرانداوتيل- وفندق عراق بالاس.وفندق جميلة بالاس. تقطع نهر العشار جسور كثيرة منها- جسر مقام علي.

وجسر الهنود او المغايز وكان جسراً خشبياً تقع على ضفته ساعة سورين . وجسر باور هوز والغربان.. ويعتبر نهر العشار ينبوع الحياة منذ اواخر القرن التاسع عشر.. وفي ولاية محمد هدايت باشا عام 1305 هـ ، 1887م ثم حفر نهر العشار وايصاله يوم ذاك الى الزبير حسب خرائط البصرة القديمة واقيم احتفال. وفي عام 1296هـ/1878م قام والي البصرة عبد الله باشا بايان بتطهير النهر وتنظيمه وحشد لذلك الكثير من العشائر والفلاحين بلغ عددهم (4) الاف واستمرت عملية تطهير نهر العشار مدة شهرين.. وقد سلكه الرحالة الهندي نواب حميد عام 1907م .. وفي عام 1914 م ثم قياس نهر العشار فبلغ 6 الاف متر. نهر العشار الذي الفناه وعشنا اجواءه وركبنا زوارقه العشارية ذات المظلات الملونة وهي ترسم لوحة جميلة على صفحات النهر.

ترى ما انطباعات الرحالة عنه وماذا قالوا فيه؟ - فقد وصفه الرحالة الهولندي فنهولت عام 1866 فقال (فالقناة- يقصد العشار- التي تحف بها الرياض واشجار النخيل ضاحكة الوجه الى حد ما تؤلف منظراً شعرياً).

اما القنصل الروسي في البصرة كتب عام 1912 (القناة المذكورة- أي العشار- هي الآن بالنسبة للبصرة الشريان الرئيسي لحركة البضائع والركاب بين المدينة والنهر وضفاف العشار غاية في الجمال). في حين وصفت نهر العشار المستشرقة الليدي دراور عام 1919 م فقالت (في مقدور المرء ان ينتقل فيها من بيته الى احد القوارب مباشرة ثم يطلب من القارب ان يوصله الى دكاكين العشار ماراً تحت الجسور او سائراً في محاذاة الشارع).. ولنهر العشار في ذاكرة الحاج زرزور الذي لا يزال يتمتع بذاكرة بصرية مشبعة بالصور الجميلة عن مدينته البصرة واهلها الطيبين- وهو اقدم بائع كرزات في البصرة منذ أربعينيات القرن الماضي ومن مواليد 1923. وله نهر العشار حكاية- قال عنها- أواخر الثلاثينيات تم تبليط النهر بالإسفلت بعد ان بنيت سدة عند مدخل النهر من جهة شط العرب وشارك في هذا العمل نزلاء سجن البصرة. وعندما انتهى العمل الذي استغرق وقتاً تم فتح النهر- فبدا ماؤه صافياً رقراقاً عذباً وذكر انه عندما القى في ذلك الوقت عملة معدنية (آنة) كان يراها كيف تسقط ثم تستقر في القعر.. ولكن كيف هو نهر العشار ياعمنا زرزور ذاكرة البصرة اطال الله من عمرك.. فنسبة تلوث مياهه عالية.. والنفايات واكوام الاوساخ والازبال ملأت ضفافه من الجهتين. والمجاري تصب فيه ، وبات هذا النهر الذي كان يتغنى به الرحالة والمستشرقون والادباء والشعراء مرتعاً خصباً لبيئة ملوثة تدرك مخاطرها الجهات المختصة في البصرة لانتشاله من مرضه الحالي ليعود الى سابق عهده الذي مضى على مفره أكثر من قرنين..!!؟؟