موقف زهير بن القين مع الامام الحسين (ع)

التفاصيل

المجموعة: اسلاميات

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 02 تشرين2/نوفمبر 2015 21:53

نشر بتاريخ الإثنين, 02 تشرين2/نوفمبر 2015 21:53

الزيارات: 2082

جبا - عاشوراء:

كان موقف زهير بن القين ، مع الامام لحسين منذ بدء الأمر فيه نوع من الاستفهام والأبهام ، لأن المصادر تذكر انه كان يبتعد برحله عن لقاء ركب الامام الحسين " عليه السلام" وهو في طريق عودته من الحج الى الكوفة ،لان نمط حياته واستقراره بعيد عن اظهار المعارضة ضد الطاغية يزيد ، لكن شاءت العاقبة الربانية ان تجمع ابن القين بركب العشق الإلهي، ويكون ممن يلحق بشهداء الحب الحسيني " عليه السلام".

وفي الطريق إلى كربلاء كان اللقاء وكأنهما على موعد، الحسين (عليه السلام)، حيث ذهاب الامامإلى الكوفة استجابة لطلب أهلها، لبيعتهم للإمام ورفض بيعة الظلم الأموي المتسلط على رقاب المسلمين، فكانت الحاجة الى الماء هي سبب لقاء الركبين، حتى يلتحق زهير بهم ويكمل ما وفق له من حُسن العاقبةِ
تذكر المصادر لم يشأ زهير إجابة الدعوة التي وجهها إليه الإمام عليه السلام عبر رسول خاص إليه، ولولا تشجيع زوجته لما أجاب الدعوة ولبَّى.
وهذا مما يدعوا الى حالة الاستغراب في لحظة تغيرت كل أرادته وصارمريداً ومحباً وولياً وناصراً، بشكل أثار الاستغراب ممن كانوا في صحبته، لهذا التغير المفاجئ، والذي لا يبعد عن التقية، حتى اخبرهم بما اخبره سلمان المحمدي في احد الغزوات مع النبي "صلى الله عليه واله"(( غزونا بلنجر ففتحنا وأصبنا الغنائم وفرحنا بذلك، ولما رأى سلمان الفارسي ما نحن فيه من السرور قال: »إذا أدركتم سيد شباب ال محمد صلى الله عليه و آله و سلم فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم من الغنائم )).

وسلمان المحمدي هو ممن قال فيه النبي (صلى الله عليه واله)"سلمان منَّا أهل البيت".

وهو التربية المحمدية، وانعكاس الاخلاق العلوية فيه، وتلميذهم وأودع فيه علومهم ، أذن كان سلمان صلوات الله عليه ، له معرفة تامة بزهير ، وموقف زهير من النبي واهل بيته الاطهار" صلوات الله عليهم أجمعين) ، ولا شك بأن سلمان رضي الله عنه لا ينطق من تلقاء نفسه، بل هذا مما تلقاه عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( والذي لا ينطق عن الهوى.

كان زهير بن القين من كبار السن في معركة الطف...مثل حبيب بن مظاهر الاسدي، انضم إلى الامام الحسين (عليه السلام)في الطريق من مكة إلى العراق...
وخطب في جيش ابن زياد قبيل المعركة،قال فيها((يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار ان حقا على المسلم نصيحة اخيه المسلم، ونحن حتى الان اخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وانتم للنصيحة منا اهل، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة.

وكنا امة وانتم أمة، ان الله قد ابتلانا واياكم بذرية نبيه محمد صلى الله عليه وآله لينظر ما نحن وانتم عاملون، انا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد. فأنكم لا تدركون منهما الا بسوء عمر سلطانهما كله ليسملان اعينكم ويقطعان ايديكم وارجلكم ويمثلان بكم ويرقعانكم على جذوع النخل ويقتلان اماثلكم وقراء كم امثال حجر بن عدي واصحابه وهاني بن عروة واشباهه)).

المصدر :
1- تاريخ الطبري 5|396 ـ 397 و6|42 و422، رجال الشيخ: 73، أنصار الحسين: 88. ، ابصار العين في انصار الحسين ( ص 125 ط النجف ) .