جبا - متابعة:
قام مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية بجمع أبحاث المؤرخ جواد علي ونشرها في مجلَّدين بعنوان "الآثار العربية: منتخبات من أبحاث المؤرخ الدكتور جواد علي"، وهو تصدير الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وتقديم الدكتور بشَّار عوَّاد معروف، وإعداد وتحرير الدكتور أحمد عبدالرحيم.
ويعد هذا العمل البحثي المتميز للمؤرِّخ العلاَّمة الدكتور جواد علي، واحدًا من أهمِّ الأعمال البحثية التي يعمل مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية على إخراجها في صورةٍ علمية رصينة، تُظهر ما لتراثنا العربي من جذورٍ معرفية عميقة.
وقد حرص قسم الدراسات الأكاديمية في مركز المخطوطات على جمع ما تفرَّق من أبحاث الدكتور جواد علي في: تاريخ العرب قبل الإسلام، والدراسات اللغوية والأدبية، والدراسات العربية الجنوبية. ولا شك أن هذه الأبحاث تمثل مرجعًا مهمًّا لكل المهتمين بأصول التراث العربي وروافده، وخاصةً الباحثين في تاريخ العرب قبل الإسلام. ويتضمن العمل الذي سيصدر في مجلدين مجموعةً مهمة من أبحاث الدكتور جواد علي؛ وهي مقسمة إلى خمسة محاور هي: الدراسات العربية الجنوبية، العرب قبل الإسلام، الموارد والمصادر، أعلام، ودراسات في اللغة والأدب. بالإضافة إلى الفهارس التي تضم: فهرس الآيات القرآنية، فهرس الأحاديث النبوية، فهرس الأعلام، فهرس أعلام ملوك العرب قبل الإسلام، فهرس معبودات وأصنام العرب قبل الإسلام، فهرس الأعلام المترجَم لهم في الأبحاث، فهرس الكتب، فهرس الأشعار، فهرس الفرق والمذاهب والأديان، فهرس الأمم والقبائل، فهرس الأماكن والبلدان والمواقع، وفهرس الوقائع وأيام العرب.
يشارك في العمل الأستاذ رامي الجمل (فكرة وجمع الأبحاث)، الدكتور أحمد عبدالرحيم (إعداد وتحرير)، الدكتور محمد يسري سلامة (مراجعة كشافات الأعلام والأماكن والبلدان وضبطها)، الدكتور مدحت عيسى (الضبط اللغوي)، الدكتور حسين الزهري (مراجعة الهوامش الإنجليزية)، الأستاذ محمد عقاب (مراجعة كشَّاف الكتب وضبطها)، الأستاذ أحمد رفعت (مراجعة كشاف ملوك العرب قبل الإسلام وضبطها)، والأستاذ محمود عبدالوهاب (مراجعة الهوامش الألمانية).
والدكتور جواد علي ولد في الكاظمية ببغداد سنة 1907، ودرس في الأعظمية في كلية أبي حنيفة ثم أكمل دراسته في دار المعلمين العالية (كلية التربية لاحقاً)، وبعد تخرجه منها سنة 1931 عُيّن مدرساً في إحدى المدارس الثانوية، وسرعان ما رُشّح ليكون ضمن بعثة علمية إلى ألمانيا، حيث حصل هناك على شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة هامبورغ سنة 1939 وذلك عن رسالته الموسومة "المهدي وسفراؤه الأربعة" بالألمانية.
ثم عاد إلى العراق وصادفت عودته قيام ثورة 1941 ونشوب الحرب العراقية – البريطانية، فانضم إلى الثورة. وبعد فشل الثورة تم اعتقاله في معتقل الفاو، قبل أن يطلق سراحه ويعود إلى الوظيفة في وزارة المعارف، حيث اختير ليكون أمين سرّ لجنة التأليف والترجمة والنشر، والتي قُدّر لها أن تكون نواة للمجمع العلمي العراقي سنة 1947.
وفي 1956 أصبح عضواً عاملاً في المجمع واختير عضواً مراسلاً ومؤازراً في مجامع أخرى عربية وعالمية.
عمل جواد علي في قسم التاريخ بكلية التربية في جامعة بغداد منذ الخمسينيات من القرن العشرين، وتدرج في المناصب العلمية في كلية التربية مدرّساً فأستاذاً مساعداً فأستاذاً، حتى تقاعده عام 1972.
وفي عام 1957 عمل أستاذاً زائراً في جامعة هارفارد الأميركية. ثم تقاعد فمنحته جامعة بغداد لقب أستاذ متمرس، وهو أعلى لقب يمنح لمفكّر عراقي. حصل على تكريمات وأوسمة منها وسام المعارف اللبناني ووسام المؤرّخ العربي، وحضر ندوات ومؤتمرات عديدة كمؤتمرات المستشرقين التي كانت تعقد في ألمانيا، كما كان عضواً في الجمعية الآثارية الألمانية ومثّل العراق في عدة مؤتمرات عربية ودولية.