كتب / وليد كريم الناصري
منذ ما يقارب الثلاث سنوات، والموصليون على أحر من الجمر، للحظة ينتظرونها طوال هذه الفترة، التي قضوها تحت سطوة "سياف الدولة" والخلافة الكاذبة، والإسلام المزيف، لحظة إستقبال وإعتناق الجندي العراقي، بوجه أمتزجت به دموع الفرح بالتحرير، ودموع الحزن والشكوى على ما فقدوه، بعد الرجوع الى جسد الوطن، وبعدما شيعوا الألاف من أحبائهم وذويهم، الى مقابر جماعية قد فصلت رؤوسهم عن أجسادهم! أو مهجرين الى بلدان العالم، تاركين وطنهم ومسكنهم وتراثهم تعث به الدواعش فساداً.
زغاريد الفرح تملأ أفواه الموصليات، مع كل إطلاقة ملئت فوهة بندقية جندي عراقي محرر، لكن هذا لا يعفي القوى المحررة من جملة من التحديات،أقلها الضغط الدولي, والخليجي،للحيلولة دون تحرير الموصل! وأكثرها ما يرافق عملية التحرير، من هجرة الأهالي الى داخل وخارج العراق، مما جعل الحكومة العراقية على المحك، في عدم السماح لعملية التحرير أن تنحى منحى إنتقامي، يسقط ضحيته أكبر عدد من الأبرياء، وأن تعمل على كسب الرأي العام لحسم المعركة بالسرعة الممكنة، وتجنب القوى المحررة أكبر الخسائر.
عصابات داعش، تتخذ من نفسها دولة بمسمى إسلامي! عاصمتها الرقة السورية، وهذا يفتح الأفق لحسم المعركة، هم يرون الموصل أقل أهمية من الرقة، و يدركون بأنها ستتحرر أجلا أم عاجلاً وبقرار أقله ما يكون دولي،وإذا ما صمدوا وإنهارات قواهم سيكلفهم الكثير، خصوصا وقد لجأؤا مؤخراً الى تجنيد النساء والأطفال! وعندها لن تكون لهم القوة الكافية، لمحاربة الجيش السوري في الرقة، وبذلك هم ليس على إستعداد للتمسك بالموصل على حساب الرقة، الأمر الذي يجبرهم على الهروب من الموصل خفية وخلسة.
العمليات العسكرية في الموصل، لا تحمل ماكنة التحرير الى الموصل فحسب، إذا إنها تحمل بين طياتها بُعد أنساني أكبر مما يتصوره من وقف لتعطيل عملية التحرير، وتحمل أيضا الكثير من الرسائل الإنسانية منها اتجاه الاهالي ومساعدتهم، والسياسية منها بكسب رهان التحرير، ورسالة ثالثة تبين قوة القوى العراقية وإستعادة دورها الريادي في حسم الأمور عسكرياً، كما وأعطت رسالة أخيره تنقل بين سطورها "أن عصا الخليج والإرهاب "داعش" إنكسرت في العراق" ولم يعد لها قوة، تقف بوجه العراقيين وإرادتهم.