كتب / مرتضى آل مكي
يروى ان الرسول الكريم (ص) واله، قد أوكل قيادة أكبر جيش إسلامي، الى أسامة بن زيد ذو العشرون ربيعا! ليخوض أخطر معركة ضد أكبر عدو، حيث إمبراطورية الروم، كان شاباً بين مجموعة كهول من صحابته (ص) واله، جاءوا، يا رسول الله: خبرتنا وجربتنا، أ ليس من المعيب ان نسير خلف هذا الشاب ونحن بهذا التاريخ؟ قال: "أنقذوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة".
كان قراراً لا رجعة فيه، من تلك الحادثة مهد المصطفى (ص) واله لمعركة الشباب، وان كانت في منتهى الخطورة، فقد وضع اساساً للاعتماد على الشباب وتقويم عملهم وتقييمه، بلا مجاملات ولا محسوبية ولا حزبية، بل لابد للكفاءة ان تلعب دورها، الخبرة يمكن ان تكتسب لكن الكفاءة لا يمكن ان تأتي متأخرة تماماً.
مما تقدم نجد ضرورة ان يتخذ الشاب دوره في بناء المجتمعات، وهذا ما يلزمه به دينه واخلاقيات مبادئه، ولا يسمح لنفسه ان تهمش او تضطهد، فالشباب هم عنوان الحاضر وأمل المستقبل، والذراع الذي يحمل بندقية الدفاع عن الوطن، وبهم ستحدد معالم الدولة العصرية العادلة التي نفتخر بالانتماء لها.
لا يمكن ان يهمش الشباب بذريعة عدم الخبرة والتاريخ، فهذه تأتي لحاقاً إذا ما توفرت الكفاءة والقدرة على السير نحو بناء الوطن، فنرى ان الشباب يد تقف على سواتر الذود عن الوطن، وأخرى تقف في ميادين البناء والتطوير بما تيسر لها من إمكانات. لابد للإيجابية ان تتسلق سلم اليأس والإحباط، ليتفاءل شعبنا وخاصة الشباب، ليتحقق الحلم المنشود وهو بناء دولة لا يظلم بها أحد، لا حلول ولا تجاوز للازمات مع قوافل اليأس المتجحفلة في قلوب الشركاء، ولو أردنا المضي نحو بناء الوطن، لابد ان نحطم كل الخلافات ونجزر كل الأيديولوجيات المستهلكة قرباناً لوحدة وتكاتف صفنا، لننهض بوطن يقوده الشباب ويحقق دولته العادلة.
لا نعني ابداً ان نهمش دور رجال الوطن الذين قدموا ما بوسعهم لينقذوا البلد من متاهات الظلم وعفلقية التدمير، لكن مرحلتهم الان هي مرحلة الاشراف والمتابعة، وفسح المجال امام العقول الشابة والنفوس الخصبة، التي تسعى لإنقاذ بلدها مما تبقى من دمار البعث وتفجيرات الإرهاب وفساد المفسدين.
خلاصة القول: لابد ان نثق ونطمئن لقيادة وزعامة الشباب، كما اطمئن رسالنا (ص)واله لهم، ونطمئن لدعوات مراجعنا لتمكين الشباب، ولنقف خلقهم داعمين لمشروعهم الوحدوي، مقومين كل خطوات الوحدة التي يتبنونها، نحو تحالف صلد يقوده الشباب عسى ان يأخذ بالوطن الى ساحة الانتصار والرفعة.