كتب / المهندس أنور السلامي :
سجل أيها التأريخ بحروف من ذهب, أن شعبا عاش في فترة حرجة جدا, وعيناه كلها أمل وصابرا بلا كلل, بشفاه باسمة كلها حيوية طالبا حياة سعيدة لا يعكر صفوها شيء, غاية ما يطلبه, عيش كريم, في أسرة صغيرة تتكون من الأبوين وطفل أو طفلين أو أكثر, إن هذه الأسرة هي التي جعلت للحياة معنى, الأسرة هي العشق الذي من أجلها يتحمل هذا الشعب جميع الصعاب.
الحياة الجميلة والهواء النقي, لم تعد موجودة في هذا البلد, أما الأسرة التي لطالما اجتهد لإنشائها , تفقد بالكامل وتختفي بسبب انفجار غادر, وكأنها لم تكن, كم أنتي قاسية أيتها الحياة على هذا الشعب,الذي بسببك تهدمت أركان أسرته وضياعها, لقد فقد معنى الحياة ولذة عشقها, هل قَدر الشعب هذا المصير المجهول, أم للشعب كلمه أخرى.
القدر حزين, لأنه لم يرى يوما مثل يوم عاشوراء, ولم يرى شعبا يذبح مثل شعب العراق,هذا الشعب الذي يبذل جهده, ليكون صامدا في كل الظروف, ولن تكون التفجيرات الكثيرة, سببا في انقراضه انه قوي الإرادة, رغم المفخخات التي لا تفرق بين شيعي أو سني أو مسيحي أو أي طائفة أخرى, وكذلك لا تميز بين كبير وصغير, بل تلتهم كل ما يسَعها, فلم تبقي حجر على حجر.
شعب العراق لن يقبل بهذا المصير ولن يقبل بهذا الضياع,ولن يقبل بهذه النهاية, وهو ينظر إلى المستقبل, رغم كل المخاطر المحيطة به, ليبني حياة مشرقة فيها كل جميل, إنها رسالة من الشعب , إلى جميع الأحزاب, نحن منتصرون بكم أو بدونكم, بصلاحكم أو بفسادكم, لديّنا مرجعيتنا الرشيدة لولها لهلك الشعب, ولهلكتم معه.
ورسالة أخرى يقولها, إلى بعض السياسيين الدواعش , وأحزابهم , ومن لف لفهم, من الملعونين من الآن إلى قيام يوم الدين, هذا الشعب باقي ما بقي الليل والنهار هذا الشعب باقي ما دام فيه عرق ينبض, لتحقيق المنجزات التي وقفتم ضدها, أنتم ومن يدعمكم من دول لا تريد الخير لهذا الشعب, ولن ينفعكم رفع صيحاتكم وكثرة تفجيراتكم, ولن تجنّوا بأفعالكم غير الخزي والعار, فلا مغنم لكم عندنا, مهما اختلطت الأوراق,وقويت شوكتكم فأنتم إلى زوال.