كتب - عباس الناصري:
تضم اللائحة آثار "أور" و"أريدو" في ذي قار، بالإضافة إلى آثار "الوركاء" في المثنى"، أما لائحة الأهوار فتضمنت هور "الحويزة" في ميسان و الأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، و هور "الحمار الشرقي" في البصرة، بالإضافة إلى هور "الحمار الغربي" في ذي قار.
بعد جهود ومساعي حثيثة، من قبل هيئة الآثار والسياحة، ووزارة البيئة، ولجنة الزراعة، ولجنة انعاش الاهوار، ومن المحافظين، وكذا قائمقام الچبايش، والمثقفين والاعلاميين، وكل المختصين بهذا الشأن، تم التصويت على هذا القرار المهم، وانتصرت ارادة الخيريين، جزاهم الله خير الجزاء.
هذا القرار نصر للمظلومين من أبناء الأهوار، بعد ان لاقوا الظلم والحيف من نظام الطاغية المقبور"صدام"، في مطلع تسعينيات القرن المنصرم، حين قام بأبشع جريمة، وهي تجفيفه ل95% من المصطحات المائية، مما اضطر أغلب سكانها الى الهجرة، بعد فقدوا موارد رزقهم، وموت كثير من دوآبهم، مع العلم ان الاهوار كانت تعد أكبر بيئة ومسطحات مائية من نوعها في الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها 16 ألف كيلو متر مربع.
أهمية القرار تأتي من أهمية التراث، فالآثار لها شأن كبير من الناحية الاجتماعية، والتاريخية، والاقتصادية، وقد ذكرنا في مقالنا:(قراءة في مواقف الامام السيستاني - موقفه من الآثار)المنشور سابقاً، وقلنا فيه:(علماء الآثار، والتاريخ، والاقتصاد، والمثقفون، والمنظمات الدولية، وكل العقلاء، عدا الفئة الوهابية الضآلة، يعتبرون الآثار ربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وفكرة عن الحقب التاريخية القديمة، وعبر وعظه يستفادة منها، ودليل مادي على وجود الشعب وأحقيته بأرضه، ودور مهم في جذب السيّاح وتحسين أقتصاد الدولة، وتنشيط للحركة التجارية، وحضارة أجتماعية للشعوب)،وقلنا فيه أيضاً:
(داعش دمر آثار مدينة الحضر في الموصل، ومدينة نمرود الآشورية، واعتبرتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"اليونسكو"، جريمة حرب).
الأهوار، والمواقع الأثرية في جنوب، أصبحت محصنة رسمية بقرار أممي، فلا يجوز المساس بها، ومن يعتدي عليها سيجرّم ويعاقب دولياً، بل يحب على المجتمع الدولي بحسب هذا القرار دعمها وحمايتها، وتوفير المياه الكافية للأهوار، فلا يقدر أحد بعد منع المياه عنها، ان كان حاكم جائراً، أو اي دولة تستخدم المياه ورقة ضغط سياسية، وإلاّ سوف يجرّم دولياً.
الآثار كما ذكرنا، ربط الماضي بالحاضر والمستقبل، ودليل مادي على أحقية اهل الجنوب بأرضهم واهوارهم، وهذا القرار تأييد لهذه الأحقية، فمن يحاول بعد سلبنا هويتنا الوطنية كصدام المجرم مثلاً، ويقول لنا انكم جئتم من الهند، او من وراء الهند، أو من يتهمنا من السياسيين الطائفيين، بأننا صفويبن، سنرفع عليه دعوى قضائية في المحاكم الدولية.
يجب على كل المعنيين والمسؤلين في الدولة العراقية، بعد قرار اليونسكو، ان يهتموا اهتماماً بالغاً وكبيراً في الاهوار، والمواقع الأثرية، لأنها مكسب أجتماعي، وسياحي، واقتصادي كبير للبلد في المستقبل، فألف مبروك لأهلنا في الجنوب وأهوارها هذا النصر العظيم، كنصر حشدنا الشعبي في المعارك.