اثناء توجه احد الشباب الى واجب الدفاع المقدس على ارض الحسين عليه السلام
اشتد القتال و تقدم رجل الى رجل و بدأت رصاصات عشاق الشهادة بالإنطلاق صوب اعداء الإنسانية
اشتدت المعركة ...
الى ان اتت تلك الرصاصة التي استقرت في جسد الشاب
- استقبلها بصدره
كانت اهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف
سقط على الارض بإبتسامة ملئت وجهه الوسيم و هو يجهل ما سيحدث بعد هذه اللحظة ...
رفع يده و وضعها على جرحه نظر اليها و قد امتلأت يده بدمائه
تجمع اصدقاء الدرب حوله
فقال لهم عودوا لهم ... زلزلوهم
و هو ينظر صوب سلاحه و صوب اصدقائه .. وهو يقول :
ليساعدني احدكم ... اريد النهوض
سأستمر بواجبي
و هو يسمع صوت ترتيل القران الكريم في اذنه و تقرأ عليه ايآت تحكي فضل المجاهدين ...
نطق الشهادتين و ابتسم ..
وبعد لحظات ..
روحه تصعد الى السماء
للقاء ربها و يبشرها بفوز عظيم
تعالت الزغاريد ، وحُملتُ على الأكتاف ، فأنا اليوم أزف عريسا ً، وأكثر من نصف العالم يحتفل بهذه المناسبة ،
أنا في دهشة من أمري
أحاول أن أتذكر
أنا لا أذكر بأني كنت خاطبا ً ، وكيف خططت ليوم زفافي . فقط أنا هنا على الأكتاف
وأدخلوني إلى باب مخدعي فإذا هناك العديد أيضا ً في انتظاري يقودونني ضمن ممر طويل وتتعالى الزغاريد مجدداً
ومن هنا وهناك يصل إلى مسمعي عبارات تقول :
لقد وصل
لقد وصل الشهيد
نظرت حولي ، من الشهيد هذا ؟
على من يتحدثون ؟ ، ولأول مرة ألاحظ بأني مضرجا ً بدمائي
أتساءل في نفسي
- أين أنا
ارى سيداً جميل الوجه، و قد ملأ نور وجهه الكريم المكان
واقفاً في نهاية الممر و يقف حوله رجالاً كأنهم جبال شامخة
فسئلت من حولي
- من هذا الرجل ؟
فأجابوه !
- انه سيد الشهداء
- فسئلت : ماذا تقصد ؟ هل هذا الحسين بن علي عليهم السلام ؟
هل لدي هذا الحظ لألقى سيدي ؟
اين انا ؟
- ماذا حدث ؟
و في نهاية الطريق …
ويأتيني الجواب يقولون لي ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ً بل أحياءً عند ربهم يرزقون )
فهيا أدخل إلى جنتك جنة الشهداء
مع سيدك الامام ابو عبد الله الحسين ابو الشهداء