

في هذه الحلقة الأولى ، نروي لكم تفاصيل عن رحلة محافظ البصرة المهندس اسعد عبد الأمير العيداني ، كيف بدأت؟ وما التحديات التي واجهها؟ وكيف تحوّل ذلك الشاب البصري، الذي نشأ في قرية بسيطة في قضاء شط العرب، إلى محافظ لأحد أهم وأغنى مدن العراق؟
بداية يقول محافظ البصرة في مقدمة مذكراته ، لقد شهدتُ في حياتي العديد من الشخصيات المهمة في المجتمع، ولكني أدرك أن البعض قد يراني شخصية غير تقليدية في عالم السياسة. وأرغب هنا في تقديم نفسي بوضوح، بعيدًا عن أي التباس في الانتماء.
أنا لست من بيت "أبو الخصيب"، بل أنا نتاج مزيج فريد بين منطقة شط العرب – ليس كشاطئ فقط، بل كقضاءٍ يحمل إرثًا تاريخيًا عريقًا – وبين الأحياء الشعبية، حيث نشأت في منطقة الجمهورية التي أعتز بها كثيرًا.
وُلِدتُ في قضاء شط العرب، تحديدًا في قرية العجيراوية، التي لم تعد موجودة اليوم بسبب الحروب التي اجتاحت العراق، ولا سيما تلك التي شنها النظام الدكتاتوري البائد الذي دمّر هذا البلد بحروبه العبثية وسياساته العدائية تجاه جيرانه.
قرية العجيراوية، تلك القرية التي يعرفها البصريون القدامى، كانت واحة من النخيل ومزيجًا من الطيبة والكرم الذي يميز أهل البصرة. كانت بيئة قروية تحيط بها الأراضي الزراعية، وبعضها كان مملوكًا لشخصيات بارزة في المجتمع آنذاك. أما جدي، الحاج عبد الغفار، فقد كان المحور الأساسي لهذه القرية، ورجلًا ترك أثرًا بالغًا في حياتي، سواء من حيث المبادئ أو القيم التي غُرست فيّ منذ الصغر.
إن هذه البداية لمذكراتي ليست مجرد استعراض لذكريات الماضي، بل هي نافذة لفهم المسار الذي سلكته، من الجهاد ضد النظام السابق إلى خوض غمار السياسة وتحمّل مسؤولية قيادة البصرة في مرحلة حساسة من تاريخها.