- التفاصيل
-
المجموعة: ثقافة وفن
-
تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 07 نيسان/أبريل 2014 02:50
-
نشر بتاريخ الإثنين, 07 نيسان/أبريل 2014 02:50
-
الزيارات: 4359
بقلــــم: ســـارة فالـــح الدبـونـــي
استأثرتني جداً إحدى فقرات البرنامج الكوميدي الخليجي الشهير واي فاي..حيثُ يُصورُ المشهد الفنان الكوميدي حسن البلام بهيئةِ شاعرٍ بصريٍ شعبي في احد استوديوهات البصرة يتغزلُ بالشاعرةِ الشابة التي تتواصلُ معهُ عبرَ الأثير في استوديو ببغداد.. مستخدمينِ لغةَ الهزلِ والسخرية المُبالغِ فيها بمفرداتهم الشعرية بإستخدامهم الأبوذية, التي تكادُ تكونُ عموداً من اعمدةِ الشعرِ الشعبي العراقي, بشكلٍ ساخرٍ جداً....!!
الغريبُ في الأمر أن أعلامَ الكوميديا الخليجية لطالما ذهبوا بعيداً في سُخريتهم المُبالغِ فيها مُضيفينَ اليها بذلكَ حفنةً من بهاراتِ التهريج..!! فإن نسيتُ لاأنسى ذاتَ يومٍ أحدَ عمالقةِ الكوميديا وهوَ يُقلد المُغني العراقي الشهير علاء سعد في اغنيتهِ الأشهر (البرتقالة) مُصوراً إياهُ جالساً بقرنينِ على رأسه..!! مُتناسينَ إنَ ذلكَ الوصف أمرٌ مُهينٌ بالنسبةِ للعراقيين..!!!! ليسَ هذا وحسب..بل تجاوزَ الأمرُ كُلَ الحدود ليصلَ الحدُ الى المساسِ بالمذاهبِ بحجةِ النكتةِ والفكاهة بتجسيداتِ طارق العلي الساخرة..!!!
خاصةً وإنَ معَ كُلِ البرامِجِ الكوميديةِ العراقيةِ وفقراتِ التقليد والبرامجِ الهزلية مثل كاريكاتير على سبيل المثال وغيره من البرامج , لم ألحَظ يوماً أحدَ المُقلدينَ يستخدمُ مثلاً كبيرَ الكوميديا عبد الحسين عبد الرضا, أو داوود حسين أو عبد الناصر درويش, أو عبد العزيز جاسم الخ من عمالقة الكوميديا وغيرهم من نجوم الشاشة كمادةٍ للتهريجِ والضحك..!!
رُبما المسألةُ مرتبطةٌ بواقعِ ازديادِ شعبيةِ الكوميديا الخليجية وازديادِ بريقها ولمعانها على صعيدِ العالمِ العربي لتجمعَ جمهوراً لامثيلَ لهُ من المُحبينَ والمُتابعين..وبالتالي أخذهم الغرورُ أيما مأخذٍ لينهجوا السُخريةَ والإستخفاف ليسَ لإضحاكِ الجمهور بل للضحكِ على عقولهم ليتمادوا في سلكِ طُرقٍ لم يسبقهم اليها أحد ليكونوا رواد السخرية والاستخفاف..!!
فأينَ الذي تعلموهُ من فنانِ الكوميديا الأول عبد الحسين عبد الرضا الذي اخترقَ قلوبَ الناسِ وأبدعَ في رسمِ الابتسامةَ على وجوههم على مدى مشوارهِ الفني الرائد دونَ تجريحٍ أو مساس..ودونَ تهريج. .حتى وهوَ يقلد الفنان الشعبي الراحل داخل حسن في اوبريت بساط الفقر.!
لطالما كانت الدراما الخليجية الكوميدية محطَ مُتابعةٍ واهتمام منا نحنُ العراقيين في ظلِ ظروفٍ صارمةٍ مرت على بلادنا كانَ الجميعُ فيها بحاجةٍ لإبتسامةٍ ليكونَ دربَ الزلق فيها منفذَ سعادةٍ للعراقيين كما كانت خالتي كماشة وعلى هامان يافرعون وباي باي لندن وباي باي عرب....والأقدم من الجميعِ والأروع محكمة الفريج..!!
مااروعَ الأيامِ التي كانت فيها الكوميديا الخليجية هادفة تحترم عقولَ المشاهدينَ وتحفظ كرامتهم بعيداً عن إضافةِ جُرعةِ الإستخفاف والتهريج..وبعيداً عن الإفلاس الفكري وإهانةِ الفنِ وأهلَ الفن..!!