كتب / حسن الخليفة*
عالِم البصرة شيخنا المحسن الفضلي ذلك الحكيم الذي يحمل على كتفيه تجربة قرن من الزمان تقريبا..، أجلس إليه فينطلق الزمان محلّقا في فضاء الأسئلة..، أسئلة أقل ما يستدعيها الشغف المعرفي الصرف..، إضافة إلى لذة الإصغاء إلى شيخ هادئ هدوء موجة عذبة في شط العرب..، شط العرب زمان الشيخ في شبابه، والعمر بين ضفتي حيويته، زمان البصرة الفيحاء وشطها الأخاذ...!؟
يسترسل الشيخ في حديثه الشيق عن البصرة وجمالها، عن شط العرب والأنهر المتفرعة عنه مخترقة بساتينها الخضراء وفراديسها الغناء...!؟
يوم كان نهر من نهيرات ذلك الشط الفرعية ينزل من نهر (السيمر) ليخترق داره في محلة (المجصّة) عابرا إلى محلة (جسر العبيد) و(الخليلية) واصلا إلى نهر (بنات عزاز)..، وفي الضفاف نخيل تتراقص سعفاتها على تغريدات البلابل وخرير ماء يناغيه سجع الحمام...!؟
كل تلك الأنهر متفرعة عن شط العرب..، فماذا عن شط العرب وبساتينه أيها الشيخ البصري الجليل..!؟
شط العرب، ضفافه الخضراء، بساتينه الزاهرة..، جمال عجيب..، أخاذ..، لا يوصف..، يا له من جمال..، جمال (مشْكِل)..!؟
(مشْكِل)..!؟
تلك هي عبارته عينها...، وهي العبارة التي يستعملها تعجبا..، شيخنا المحسن الفضلي(رحمه الله) عاش البصرة جمالها ورقيها..، ذلك الأفق الجمالي الذي وفر له أرضية خصبة لزرع أفكاره النيرة في قلوب أبنائها..، وغدت أكثر لمعانا وإشراقا حين أخذ يرعاها ويربيها وينضجها حتى استقامت شامخة مثمرة شموخ النخيل الباسقات على ضفاف شط العرب الجميل حد الإبهار..!؟
سعيد جدا ومحظوظ من عاش البصرة جمالها ورقيها..، والأكثر حظا وسعادة من تقلب بين ضفتي الماء والفكر في البصرة الفيحاء حيث للعرب (شط) و(عالِم) وهو ما بينهما العاشق والمريد، والمحب السعيد...!!؟