كتب :د. رعد جبارة☆
عندما يرد ذكر (أصحاب اليمين) في سورة المدّثر: (كل نفس بما كسبت رهينة☆إلاأصحاباليمين☆فيجناتيتساءلون) .
نتساءل هنا:هل هم فعلاً الذين يعطَون كتاب أعمالهم (بيدهم اليمنى)؟؟ الشيخ محسن القرائتي في تفسيره(تفسيرالنور) يعتبر "اليمين" صفةً لليد،بينما الصحيح في وصفها هو (اليد اليمنى).فهل هذا هو المقصود؟ وهل غالب المفسرين ينسبون صفة (اليمين) لليد ايضا؟
و لماذا توصف اليد ب(اليمين)؟؟أليست هي مؤنثاً مجازياً؟
فالعرب- عادةً- تقول:
◇اليد اليمنى
◇اليد اليسرى
ولاتقول:اليد(اليمين)
وهذا يجري على معظم أسماء الأعضاء المزدوجة لدى الانسان (العين، الرجل، الاذن، الكلية، الرئة، الخاصرة، الكف، الركبة، الكتف، الذراع، الاصبع، الفخذ، الورك، الوجنة) ...وهكذا يتم وصفها ب[اليمنى، واليسرى]بالتأنيث.
والطريف إن القرآن يسمّي جماعتين يوم القيامة:
إحداهما (أصحاب اليمين ) والاخرى تسمى بأصحاب(الشمال)ولم يقل(اصحاب اليسار!)ولا (اليسرى).
فالموضوع في (أصحاب اليمين ) كما أعتقد يخرج عن قضية ^وصف اليد^.
وقد يأتي اليمين هنا بمعنى (القسم)أو بمعانٍ أخرى.
ثم إن هناك فريقين:
◇فريق في الجنة
◇وفريق في السعير
ففريق الجنة على طرف (اليمين)
وفريق السعير على طرف (الشمال)
وفي سورة الواقعة يتطرق القرآن الى المسألة ايضا بالقول (وكنتم أزواجاً ثلاثة)
ويفصّلها بالتوضيح قائلا: (فأصحابُ الميمَنةِ☆ما أصحابُ الميمَنَة) وفي مقابلهم ( وأصحابُ المشئَمَة)
ولم يقل أصحاب الميسرة.ثم يُتبعها بقوله: (والسابقون السابقون،اولئك المقرّبون،في جنات النعيم).
فاليمين والميمنة يقابلهما (الشمال والمشئمة). والمشئمة مشتقة من (الشؤم) ،وأصحابه هم "المشؤومون".
لكن في سورة الحاقة يقول القرآن :
(فأما من أوتي كتابَه بيمينِهِ فيقول هاؤمُ اقرأوا كتابِيَه).. ويتطرق لها في سورة الانشقاق أيضاً بالقول:
)فأمّا من اُوتي كتابَه بيمينِهِ☆فسوف يحاسَبُ حساباً يسيراً☆وينقلبُ الى أهلِهِ مسرورا).
لكن في مقابل هؤلاء لا يذكر الجهة اليسرى بل يقول (وامّا من أُوتي كتابَه وراء ظَهرِه☆فسوف يَدعُو ثُبورا).
هنا أيضا لا يتطرق الى لفظة [اليد] ولا صفتها.
ختاماً:
نسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أصحاب اليمين.