جبا - اسلاميات :
أدعت امرأة في زمن خلافة المتوكل العباسي بأنها زينب بنت اميرالمؤمنين علي (ع) فاخذت تجمع اموالاً من الناس فاحضروها إلى المتوكل.
فقال لها المتوكل :
انت امراة شابة وقد مضى من وقت رسول الله (ع)ما مضى من السنين؟
فقالت : أن رسول الله (ص) مسح على رأسي وسأل الله أن يردّ علي شبابي في كل أربعين سنة ولم اظهر للناس إلى هذه الغاية ولكن الحاجة دعتني إلى ذلك .
فأحضر المتوكل بعض مشايخ آل أبي طالب وولد العباس وقريش وعرفهم حالها
فقال بعضهم :
روي أن زينب بنت علي (ع) توفيت في سنة كذا ..
فقال لها المتوكل : ما تقولين في هذه الرواية
قالت : إنها كذب وزور فإن أمري كان مستوراً عن الناس
فما يعرف لي حياة ولاموت ..
فقال لهم المتوكل : هل عندكم حجة على هذه المرأة غير هذه الرواية
قالوا : لا دليل عندنا ولكن الأفضل أن تحضر ابن الرضا (ع) فلعل عنده شيئاً من الحجة غير ما عندنا ..
فأرسلوا إلى الإمام علي الهادي (ع) فحضر
وقالوا له ماتدعيه المرأة ..
فقال الإمام (ع) : كذبت فإن زينب توفيت في سنة
كذا في شهر كذا في يوم كذا .
قال المتوكل : لقد قالوا لها ذلك لكنها لم تقبل الرواية وانا أقسمت أن لا انزلها الاّ بحجة تلزمها ..
فقال الإمام (ع) : فلا عليك منها هنا حجة تلزمها وتلزم غيرها ..
قال المتوكل : وماهي
قال الإمام (ع) : لحوم بني فاطمة محرمة على السباع فأنزلها إلى السباع فإن كانت من ولد فاطمة فلا تضرها ..
فقال المتوكل للمرأة : ماذا تقولين
قالت : أنه يريد قتلي ..
قال : ها هنا جماعة من ولد الحسن والحسين (ع) فأنزل
من شئت منهم ..
قال : والله لقد تغيرت وجوه الجميع
فقال بعض أعداء الإمام (ع) :
لماذا لايدخل بنفسه على السباع فهو يحيل على غيره
استحسن المتوكل هذا الرأي لأنه كان يرغب في التخلص من الإمام (ع) دون أن تكون له يد في ذلك !
فقال للإمام (ع) : لماذا لا تدخل بنفسك
قال الإمام (ع) : ذاك إليك ..
فقال المتوكل : فأفعل ..
دخل الإمام على الأسود وكانت ستة فوقف امامها والتفّت الأسود حوله ووضعت ايديها على الأرض ورأسها فوق ايديها وأخذ الإمام (ع) يمسح على رؤوسها واشار عليها أن تقف جانباً فوقفت جانباً ..
قال احد وزراء المتوكل لـه : ما هذا صواباً فبادر باخراجه ، من هناك قبل أن ينتشر خبره ..
فطلب المتوكل من الإمام (ع) إن يخرج واعتذر من الإمام (ع) بانه لايريد سوءاً به وإنما يريد ابطال كلام المرأة ، فلما اراد الإمام (ع) إن يخرج أحاطت به الأسود واخذت تمسح رؤوسها بثيابه فوضع الإمام (ع) قدمه على أول درجة من السُّلم وامرها أن ترجع فرجعت وخرج الامام (ع) ..
فقال المتوكل : أنزلي !
قالت : الله ! الله ! ادعيت الباطل وانا بنت فلان حملني الضر على ما قلت .
المصدر : بحار الأنوار 50 - 149 .
قال الإمام علي بن أبي طالب{{ ع }}
ياسلمان نحن سر الله الذي لا يخفى ونوره الذي لا يطفىء ونعمته التي لا تجزى من عرفنا فقد أكمل الدين القيم{صدق أمير المؤمنين}.