ليس كل الفرحين أو الشامتين بالراحل أحمد الجلبي ، من المترحمين على صدام حسين .بينهم الكثير ممن تفرقهم السياسة والمصالح لكن تجمعهم حالة شديدة من السادية والمازوخية في آن واحد ، باتت تشكل سلوكاً عراقيا يصبغ المشهد العراقي بغالبيته . العراقي بات يبحث عن ثغرة لدى الاخر ليهاجمه ويشتمه فان لم يجد، إختلقها ، خصوصاً إذا كان المقصود مسؤولا أو سياسياً أو ثرياً.
أحمد الجلبي ليس نبياً ولا معصوما من الخطأ ، لكن له الكثير من الحسنات والانجازات ،الابرز منها هو أنه قاد مسيرة طويلة من تحشيد دولي انتهى بالاطاحة بصدام حسين لكن الامور سارت بغير الاتجاه الذي أراده بعد التغيير . تظافرت على تهميشه صراع المؤسسات الاميركية في العراق ، وتضارب مصالح الساسة العراقيين معه ، وجهل الناس بحقيقته .
في الذكرى الخامسة لسقوط الصنم عام ٢٠٠٨ ، سألت الرئيس مام جلال في حوار تلفزيوني عن لغز ما تعرض له الجلبي وهو صاحب مشروع التغيير ؟ أجابني: قضية الجلبي تجسدها الاغنية العراقية :"يا من تعب يا من شگه ..يا من على الحاضر لگه". نفس السؤال كررته على الجلبي بعد أيام ، ضحك واجاب: "سمعت جواب مام جلال لك ".
رحم الله الدكتور أحمد الجلبي .