زراعة البصرة تعلن عن البدء بحملة مكافحة حشرة حفار اوراق الطماطم
   |   
تسويق أكثر من 400 الف دجاجة للاسواق المحلية خلال شهر تشرين الأول الجاري في البصرة
   |   
انتهاء فترة الاعتراضات على قرعة الـ 13 ألف درجة وظيفية في البصرة
   |   
مصدر : الحبس 4 سنوات بحق مدير مخدرات البصرة السابق بتهمة الرشوة
   |   
السكك تخصص قطارات حديثة لنقل الجماهير الرياضية من بغداد الى البصرة غداً الاربعاء لحضور مباراة منتخبنا الوطني ضد شقيقه الفلسطيني ضمن تصفيات كأس العالم
   |   
مرور قضاء الزبير يباشر بمحاسبة مركبات الحمل المتوقفة داخل المناطق السكنية في القضاء".
   |   
ماء البصرة: إطفاء مشروع خور الزبير من الصباح لغاية الـ 3 مساءً غدا السبت!
   |   
زراعة البصرة تسجل زيادة في نسبة إغمار الأهوار و المسطحات المائية
   |   
حكومة البصرة تبحث مع بعض الوحدات الإدارية والدوائر الحكومية تعارضات المشاريع على تحديث وتوسيع التصميم الأساس لبعض الأقضية والنواحي
   |   
مواطنون يشكون من كثرة قطع التيار الكهربائي في عدد من مناطق قضاء ابي الخصيب
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


هل السياسة رجس من عمل الشيطان!؟


كتب / عباس الكتبي:
الأعم الأغلب من الناس، خاصة في الدول العربية والاسلامية، وبألاخص في العراق، يطلقون على السياسي والعامل بها، حكم جزافي، ما أن تلفظ أمامهم أسم( سياسي)، الاّ وتصوروه: خائن ـ دجال ـ منافق ـ سارق، وما الى ذلك من هذه المفاهيم السيئة، والرذائل الاخلاقية!

قام هذا التصور على مرتكز ذهني، كنتيجة ورثتها أجيال متعاقبة، على مدى حقبة طويلة، لتاريخ وواقع سياسي، لم يروا فيه، إلاّ الظلم والاستبداد والحرمان، من سياسيين وحكام جور وفسق معلن، لا يهمهم سوى ترف أنفسهم، واللهو والطرب وإحتضان النساء، من حيث لم يأتي رجل عادل، من بعد امير المؤمنين عليه السلام، يحكم الناس، لهذا السبب أصبح لدى الشعوب الاسلامية( وبالذات العرب منهم)، تصور ذهني وحكم ثابت: إن كل سياسي هو منحرف!

نحاول أن نمر مرة سريعة، ونتعرف على ماهية السياسة ومفهومها، لنرى صدق أو كذب هذه المقولة( السياسة رجس من عمل الشيطان).
السياسة في أقوال الامام علي عليه السلام: ( رأس السياسة أستعمال الرفق)،(لا يرأس من خلا من الأدب وصبا الى اللعب)،(حُسن الساسة قوام الرعية)،(آلة الرياسة سعة الصدر)، (الأنصاف زين الإمرة)،(ما حصّل الدول مثل العدل)،(الولايات مضامير الرجال).

الشيوعيون عرفوا السياسة( بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات)، وعرفها الواقعيون( بأنها فن الممكن، أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا)،وتعرف السياسة أيضا( بأنها العلاقة بين الحكام والمحكومين)، وعرفها السيد الخميني( ان السياسة هي التي تعمل على هداية المجتمع وتوجيهة…)، والسياسة إصطلاحا تعني: ( رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية).

قيل: إن كل مذهب له فلسفة سياسية، تنظر الى السلوك الإنساني، ودراسة مبانيه الفكرية، وفي قبال هذه الفلسفة النظام السياسي، الذي يعني( الشكل وتركيبة السلطة والدولة، وجميع المؤسسات العامة)، فيكون النظام ناجحا، أذا كانت لديه فلسفة سياسية صحيحة ومتكاملة، فالسياسة اليوم مرتبطة بجميع العلوم الانسانية، من قبيل: علم الاجتماع السياسي، والحقوق السياسي، وعلم النفس السياسي، والاقتصاد السياسي، وغيرها من بقية العلوم.

قسّم الباحثين والمختصين في الشأن السياسي، السياسة الى أنواع منها: سياسة الاحتواء( وتعني الضغط الاقتصادي والدوبلوماسي، والعمل المخابراتي)، ومنها سياسة التكتل( وتعني سعي كل طرف من خلالها، الى الانظمام والتحالف مع طرف آخر، أو مجموعة بهدف كسب حلفاء).

هذا من ناحية مفهوم السياسة، اما من جهة العاملين بها، فقد صنفوهم الى صنفين: سياسي، ورجل دولة. 
أما الصنف الاول( سياسي)، قالوا عنه: إنه أناني، يبحث عن مصلحته الشخصية، وعنده صفات من رذائل الاخلاق، تظهر على سلوكه في العمل السياسي.

أما الصنف الثاني( رجل دولة)، فهو: عكس الاول وضده تماما، فهو: يخدم الناس، ويهتم بمصالحهم، ويمتلك خصال من الفضائل الاخلاقية، تظهر في سلوكه وعمله. 
أي بمعنى: إن كل رجل دولة هو سياسي، وليس كل سياسي هو رجل دولة.

بعد هذه المقدمة المختصرة، نقول: أذا كان الحاكم أو المسؤول( سياسي)، صح الحكم عليه بأنّه منحرف، وصدقت المقولة( السياسة رجس من عمل الشيطان)، ويندرج تحت قول الامام علي عليه السلام( أذا ملك الأراذل، هلك الأفاضل)، أما أذا كان( رجل دولة)، لم يشمله الحكم الآنف الذكر، وسياسته طهر من الرحمن، ويندرج تحت قول الامام عليه السلام( العدل فضيلة السلطان).