كتب / المهندس أنور السلامي:
تمتاز البصرة بموقعها الجغرافي, الذي جعلها من أهم المدن في العراق, فهي عروس الخليج بمينائها ومطارها ونفطها الوفير الذي مثل 80 % من أنتاج العراق, وهي أم النخيل غنية بثرواتها, جميلة بسمارها عريقة بشناشيلها محتملة ملوحة الماء ولسعة حرارة الصيف المحرقة.
البصرة مدينة ذات التأريخ الكبير, فيها مقومات متكاملة لنجاحها, مع توفر الإرادة السياسية لتجعلها عاصمة العراق الاقتصادية, ونجاح هذا المشروع يعتمد على إتباع القادة توجهات مدينتهم, لان كرسي الحكم مثل كرسي الحلاق!
لا يمكن الاعتماد على الصدفة أو الحظ, لتكون البصرة متقدمة ومتطورة, وأساس تقدمها, هو أن لا تقبل بالخطأ فأساس عملها الدقة في التخطيط والسرعة في التنفيذ, له الحق في الاحتجاجات السلمية وليس بالضرورة أن يكون تقدمها بمقدار قدرتها على افتعال الأزمات, ورفع الشعارات سياسية أو دينية, التي قد تكون شرارة لنار تحرق المدينة وما حولها, ممهدة لضعاف النفوس, الى استغلال هذا الوضع في توسعة دائرة الصراع وفتح جبهة ثانية,ومحاصرة العاصمة من الجهتين.
الصراع السياسي, الذي أثمر عن ولادة داعش وأخواتها, جعل الحكومة المركزية منهمكة في مكافحة, هذا الفيروس الخطير, الذي أخترق الجسد العراقي في شمال وغرب العراق, بواسطة إبرة غدر حقنها بعض المحسوبين على العملية السياسية, مستعينين الدعم الخارجي, كان الهدف الأول منه أصابه القلب وهي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة, لكون النجف مصدر القرارات وكربلاء الصوت الناطق لها, ثانيا إفشال الديمقراطية التي حصلت في العراق خوفا من انتقالها لهم, ثالثا "الهلال الشيعي"!
إذا اخذت هذه اليد الخارجية على عاتقها, حياكة المؤامرات وللأسف نجحوا في تغيير بعض النفوس الضعيفة, وانخراطهم في هوس هذه الدول المنحرفة, التي سوف تدور الدوائر عليهم وينتقل عدوى هذا الفيروس الى دولهم مثل ما قال المثل (حفر حفرة لأخيه فوقع فيها).
حكومة وليدة أثقل كاهلها بالإرهاب المنظم, فانشغلت في كفاحها ضد داعش وأخواتها, فقررت اليد الخارجية نقل مؤامراتها الى محافظة البصرة, بعد فشلها الكبير في المحاولة الأولى, لذلك اتجهت هذه الدول بيدها التخريبية الى الجنوب وبالذات الى البصرة,لأنها تعاني من الإهمال من الحكومات المتعاقبة بمن كان يمثلها سابقا, فكانت الأرض الخصبة لزراعة الجماعات المتشددة دينيا, التي كثرت في الآونة الأخيرة في هذه المدينة, لتحقيق ما عجزت تحقيقه داعش وأخواتها في الجبهة الشمالية من جهة, ومن جهة أخرى فتح جبهة ثانية من جهة الجنوب, لتشديد الخناق على العاصمة وجعل العملية السياسية بالمهمة المستحيلة.
البصرة عزيزة عليكم فحافظوا عليها, من هذه الجماعات المتشددة التي لا يختلف خطرها عن داعش وأخواتها وبعكسه سيكون العراق في مهب الريح, والمستفيد الأول أمريكا ومن ركب مطيتها.