كتب / حيدر الأسدي:
قد يتساءل البعض وهذا ما حدث حقا ، ما شكل التنازلات السياسية التي قدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية للمجتمع الدولي من أجل التوصل لإتفاق بخصوص النووي وصف أوربيا بأنه تأريخي!.. ولربما يجزم آخرين بأن الجمهورية الاسلامية قدمت فروض طاعة وولاء للغرب!!!! .
دعونا نتساءل نحن ايضا ، هل أستطاعت سياسات الغرب طوال سنوات كبح صمود إيران وشعبها ؟! أم كانت دافعا نحو تقوية العقيدة والصمود لدى الايرانيين وحلفاءهم؟!. رغم محاولات الغرب واستماتتهم في سبيل النيل من مشروع الدولة المحمدية المهدية إلا ان سعيهم ذهب في مهب الرياح ، لا مزيد من العقوبات بعد ان اجبر جهابذة السياسة الايرانية وفطاحلها الغرب وامريكا على الركوع لإرادة الشعب الايراني والشعوب الموجوعة من سياسات الشيطان الاكبر وغربه المنافق!.
ان ما تحقق لا ينسب فضله إلا للجمهورية الاسلامية الايرانية وسياستها الحكيمة ، ودليلا على نجاح الرؤية الايرانية لمفهوم السلام في الشرق الاوسط ، ففي معرض رده على الاتفاق النووي التأريخي بين ايران والغرب قال الرئيس الروسي بوتن " بأن الاتفاق النووي جنب المنطقة الاقليمية حربا عظيمة " ، كما رحبو وزراء خارجية ورؤساء الدول الاوربية بالاتفاق الذي تم التوصل أليه مع ايران . وينص الاتفاق على رفع العقوبات الاقتصادية تدريجيا عن ايران مقابل تخفيض التخصيب لليورانيوم ، ولا يعني ألغاءه ، هذا دليل ان النصر في هذه المعركة الدبلوماسية الدولية للجمهورية الاسلامية الايرانية .
الجهة الوحيدة التي رفضت الاتفاق التأريخي النووي ، الكيان الصهيوني الغاصب الذي عبر رئيس حكومته عن هذا الرفض حتى مملكة آل سعود أصابها الرعب والحيرة لما حققته الدبلوماسية الايرانية ، وأصبح موقفها ضبابي ، سيزيل عنه الضبابية وزير الخارجية الامريكي في زيارة مرتقبة له للرياض .
الاتفاق النووي التأريخي يعني الكثير ماليا ومعنويا وسياسيا لايران وحلفاءها في المنطقة والعالم ، فالمواقف المصيرية التي تبنتها الجمهورية الاسلامية الايرانية ويقف خلفها ملايين المسلمين في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والبحرين والكويت ومناطق أنصار آهل البيت عليهم السلام المأسوريين في مملكة آل سلول تلك المواقف ستأخذ في المستقبل القريب بالتحقق وتحقيق الانتصارات التأريخية .
ان الانتصار الذي حققته الدبلوماسية الايرانية يترجم على انه قبول عالمي بقيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية للحرب ضد داعش وحلفاءه في العراق وسوريا .. إعتبار ايران شريكة في هذه الحرب سيعطي مزيدا من الدفع للمواقف الايرانية ويضعها على طريق التحقق مايفصل عنها إلا الوقت والانتصارات التأريخية قادمة وتتوالى!.