كتب /أنور الكعبي:
ساعاتُ النصر تقترب، وعلى أطراف الفلوجة، يتساقط حطبُ جهنم، تحت ضربات "ذو الفقار"، وحشدٌ مقدس آلى على نفسه، العودة برايات النصر، الذي لاحت بوادره، مذ أصبحت تكريت عنواناً له، لتُمسي الفلوجة من أبرز عناوينه، وخطوات الحشد على أعتابها، رسائل الموت لداعش ومن والاه. سقوط الموصل ومن بعدها صلاح الدين فالأنبار بعد حين، شكّل صدمة للشارع العراقي، وإنكسار قواتنا المسلحة كان له الأثر الأكبر في النفوس، فكان لابد للنجف من قولٍ فصل، فانبرت المرجعية الرشيدة له بشجاعة. النجف قالت كلمتها، لتعلن جهاداً كفائياً عراقياً بلا إستثناء، فلا مذهب يعلو فوق كلمتها، ولا طائفة تنأى بنفسها عن قولها، ولا قومية تتنصل عن شمولها، لتعلن عن صولة الحق ضد الباطل، حين إجتمع الإرهاب العالمي، بأموال سعودية قطرية، ودعم أمريكي صهيوني، "ونفوس" ضعفت وهانت عليها كرامتها، فاستقبلت وهلّلت لداعش الباطل على أراضينا. تلاحقت الأحداث، وتشكل الحشد الشعبي المقدس، ليمسك زمام المبادرة، وبوادر النصر لاحت في الأفق، بدءاً بجرف النصر، تلتها تكريت ثم بيجي، لتتجه فوهات الحق بعدها صوب الأنبار، لتعلن صولاتها النصر المتلاحق، معبداً الطرق نحو تحرير الفلوجة. حصارٌ يضيق على الفلوجة، يزرع الخوف في قلوب داعشها، والفجر سيبزغ رايات فوق أعاليها، رايات الحق، وصوت يعلو لحشدٍ لازمه النصر منذ نشأته. إنتصارات متلاحقة، تأتي أفراحها تباعاً من أرض الأنبار، وتقدمٌ من أطرافٍ أربعةٍ حولها، بل كل ما حولها، تتسابق خطواته نحو الشهادة، لتطّهر تراباً تنفس دنساً داعشياً منذ 2014. الصقلاوية بغدرها تتهاوى تحت أقدام الحشد المقدس، لتشكل الممر الأول إلى فلوجة داعش، وكرمة الحقد تنهار معلنة خضوعها، تتبعها السجر والنعيمية والفلاحات، يزيد فيها الخناق على داعش، فيصبح الهرب من الفلوجة انتحاراً، وتصبح الفلوجة مقبرة لهم. حشدٌ عاشق للشهادة، لا يهاب إقتراب لحظات الموت، ولا يعرف للخوف معنىً، وقلوب الجهاد تملؤها العقيدة، مهما اختلفت مسمياتها وإنتماءاتها، وتعددت أسبابها، تجمعها وحدة الهدف والغاية، وإيمانها بأن دماءها ثمن حريتها، لم يثنها عن تقديم النفس قرباناً لها. ماهي إلا أيام معدودات، ليصلّي الحشد في جوامع الفلوجة، حين تسحق جحافل الحق رؤوس الباطل، وحين لا يبقى لداعشٍ فيها سوى ذكراه السيئة، فالحق طريقه النصر، واليوم كل الطرق تؤدي إلى الفلوجة.