كتب / ستار المنصوري:
قبل اكثر من سنتين أعلن ( ابو مروان ) مدير متنزه البصرة لاند العائلي ، وهو اكبر متنزه في البصرة وواحدا من اكبر المتنزهات في العراق ، اعلن عن دخول الصحفيين ورجال الاعلام كافة مع عوائلهم الى المتنزه ( مجانا ) ، وذلك كجزء من الدعم لهم والتكريم كون الرجل يحترم الاعلاميين ويدرك جيدا مدى اهمية الاعلام بالترويج لمشروعه بشكل او باخر ، ولم يتوقف الامر عند ذلك بل يتعدى الى الحفاوة الكبيرة والضيافة الكريمة التي يقدمها هذا الرجل ، وهذا ليس بغريب على اهل البصرة لانهم أهل الكرم والضيافة .
سقت هذه المقدمة وضربت هذا المثل وهناك أمثالا أخرى مشابهة يطول الحديث عنها وهذا التعامل والتسهيلات واقع حال في جميع المؤتمرات او الورش والمعارض الاهلية كانت او حكومية وهو بروتوكول معمول به ولا اختلاف فيه او عليه ، أضربه بعد ان صدمت برد وزير الشباب والرياضة ، عبد الحسين عبطان ، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في المركز الاعلامي لمدينة البصرة الرياضية ، عقب مباراة الميناء وضيفه الجوية مساء السبت الماضي ، بعد ان أوضحت لمعاليه ولرئيس اتحاد الكرة ، الملا عبد الخالق مسعود ، مدى المعاناة التي عاناها زملائي الصحفيين للوصول الى ملعب جذع النخلة الذي احتظن المباراة والعقبات الكثيرة والتحديات والمشاكل التي وصلت الى حد الزامهم بقطع (تذكرة الدخول) للملعب ، واستيفاء اجور ( كراجية ) لوقوف سياراتهم ، فضلا عن المعاملة السيئة التي لاقوها في بعض نقاط التفتيش التي وقفوا عندها مع طوابير الجماهير الغفيرة ، ناهيك عن انعدام وجود مستلزمات تسهل مهمتهم او اجواء مناسبة سوى تهيئة قاعة وكراسي ازدحمت ( بالغرباء ) عن اصحاب المهنة لكنها والحق يقال انها كانت مكيفة لكنها تفتقر لاية خدمات حتى من ( بطل ماي ) .!!
وفي الوقت الذي توقعت ان ينصفنا معاليه وان يكون رده ايجابيا باتجاه إيعازه للجهات المعنية بتسهيل مهمة الصحفيين ورجال الاعلام ومساعدتهم وهذا ما كان عهدي به ، راح يتحدث عن تجارب العالم وضوابطه بكيفية الاستثمار واستغلال كل مرفق من مرافق الرياضة في سبيل توفير الاموال للوزارة، ولاباس من استحصالها حتى من رجال الصحافة والاعلام .. وكأن حال الوزارة لايستقيم الا اذا استقطعت تذاكر وكراجية منهم !!
واذا ماعلمنا وبحسب احصائية اجريتها خلال المباراة ان عدد الوسائل الاعلامية لايتجاوز ( 40 ) وسيلة مرئية ومسموعه ومقروءه ، وسعر البطاقة والكراجية لايتجاوز ( 10 ألف ) دينار عراقي ، وبذلك ، فالمبلغ لايتعدى الـ ( 500 ألف ) دينار ، وهذا ليس بكثير على اناس يبذلون كل مافي وسعهم ويتحملون كل المتاعب لأجل نقل الأحداث وبالمجان لدعم عمل الوزارة والرياضة العراقية الى العالم اجمع ، اذا ما علمنا ان المباريات تم بيعها مسبقا _ اي ان _ الثمن مقبوض مقدما ولا تخسر الوزارة من جيبها .
نحن مع حالة التقشف الذي يعيشها البلد ، ونؤكد دعمنا ومساندتنا لكل من يحاول ان يرشد الاموال ويوفرها للمشاريع الحيوية ويبذلها في مكانها الصحيح ، لكن في الوقت ذاته لابد ان نشير الى ان هذا الشيء لايليق برجال الصحافة والاعلام الذين يجب ان يكون لهم امتيازا يوازي عطائهم كالامتياز الذي يمنح للشخصيات الاخرى ، وان يعاملوا معاملة تليق بمهنتهم وواجبهم الكبير ،ولابد ان نعرف مقامنا فاما ان نكون وبحسب ماتؤكد علية معالي الوزير اننا جزء منكم وجزء من انجاح عملكم ، او تقولون لا.. انتم اناس لاعلاقة لكم بنا وليس لكم اي دور او تاثير سواء حضرتم او لا !! ،كذلك تمنيت ان اسمع توضيحا اكثر ، هل ان هذا الحال يطبق على الصحفيين المحليين وفي عموم العراق ام هذه اوتاوه يدفعها ابن الجنوب فقط كما هو الحال بالنسبة للاوتاوات الاخرى التي فرضت ، وكيف هو الحال بالتعامل مع الصحفيين الضيوف عندما نستضيف بطوله ما !!
وفي وقت ركز الدكتور جبار رحيمة قبل يوم واحد من اجراء اللقاء وبحضوركم على اهمية الصحافة والاعلام ودورها بانجاح اي عمل رياضي وتنظيم اية بطولة ، وشدد على ضرورة دعمهم وتوفير كل الاجواء المناسبة لهم من اجل نقل الاحداث بكل شفافية وحيادية ، ومعاليك يستكثر عليهم بطاقة دخول وكراجية رغم حملهم الهويات الصحفية ،.. أذن مالفرق بينهم وبين عامة الناس ( معنويا ) .
رسالتي هذه أوجهها إلى معاليكم ليس للنقد او الانتقاد او التجريح بل انقل لكم مدى الاستياء الذي ساد أجواء القاعة والاستغراب والذي قرأته على وجوه زملائي بل والحديث الكثير الذي دار فيما بعد لاستهجان هذه الحالة ( الجديدة ) التي تؤسس لسابقة سوف تترك أثارا سلبية بالتعامل في المستقبل ، اذا ما علمنا ان معاليك يحمل الكثير من الحب والتقدير والاحترام الى رجال الصحافة والاعلام ويحرص كل الحرص على ان يكونوا في المقدمة دائما ، وهم بالمقابل يبادلونك هذا الحب والاحترام ويتمنوا أن يستمر التواصل وتتوطد العلاقة بهذا النفس الايجابي لأجل خدمة الرياضة العراقية .