زراعة البصرة تعلن عن البدء بحملة مكافحة حشرة حفار اوراق الطماطم
   |   
تسويق أكثر من 400 الف دجاجة للاسواق المحلية خلال شهر تشرين الأول الجاري في البصرة
   |   
انتهاء فترة الاعتراضات على قرعة الـ 13 ألف درجة وظيفية في البصرة
   |   
مصدر : الحبس 4 سنوات بحق مدير مخدرات البصرة السابق بتهمة الرشوة
   |   
السكك تخصص قطارات حديثة لنقل الجماهير الرياضية من بغداد الى البصرة غداً الاربعاء لحضور مباراة منتخبنا الوطني ضد شقيقه الفلسطيني ضمن تصفيات كأس العالم
   |   
مرور قضاء الزبير يباشر بمحاسبة مركبات الحمل المتوقفة داخل المناطق السكنية في القضاء".
   |   
ماء البصرة: إطفاء مشروع خور الزبير من الصباح لغاية الـ 3 مساءً غدا السبت!
   |   
زراعة البصرة تسجل زيادة في نسبة إغمار الأهوار و المسطحات المائية
   |   
حكومة البصرة تبحث مع بعض الوحدات الإدارية والدوائر الحكومية تعارضات المشاريع على تحديث وتوسيع التصميم الأساس لبعض الأقضية والنواحي
   |   
مواطنون يشكون من كثرة قطع التيار الكهربائي في عدد من مناطق قضاء ابي الخصيب
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


مابين مقابرنا ومقابرهم

كتب / عباس طريم:

زيارة قبور احبتنا .. تكاد تكون عادة جبلنا عليها نحن العراقيين منذ الازل [في ايام الجمع وفي الاربعينية، والاعياد ودورة السنة] نزورهم ونترحم عليهم ، ونبكيهم دما عندما نتذكر مناقبهم ومواقفهم معنا .. ونعيش حالة من الحزن الشديد لفقدهم .. ونصلي لهم وندعوا الله عز وجل ! ان تكون خاتمتهم .. الرحمة والمغفرة , ونتضرع اليه عزل وجل ! ان يرحمهم برحمته الواسعة ! وان يكون مثواهم الجنة ..  ولكن ما يحصل اثناء الزيارة ؟ هو تجمعنا حول الموائد العامرة بما لذ وما طاب من اصناف وانواع الماكولات [ الدولمة والكبة والعروك والكباب والباجة والدجاج وانواع الفواكه ] وكاننا في حفلة ترفيهية , متناسين خصوصية الزيارة  , وما لها من قدسية في نفوسنا , وان طقوسها التي نستعد لها .. ليس هدفها الاكل والشرب , انما الحاجة النفسية لزيارة اعزاء على قلوبنا .. ضمتهم القبور , فجئنا لزيارتهم , التي يفرضها علينا ديننا الاسلامي الحنيف الذي يوصينا ببر الوالدين والاخوة والاصدقاء , وكذالك الواجب الاخلاقي الذي يحتم علينا , ان نكون على تواصل مع احبتنا الذي قضينا بمعيتهم اجمل الايام واللحظات , وقد خطفتهم يد المنية وانتقلوا الى رب كريم ! وعلينا ان نتذكر مناقبهم ولا ننسى اياديهم  البيضاء , لنعطي الدروس والعبر لاجيالنا كي تسير على نفس الدرب , وان تؤدي واجبها حيالنا .. عندما ننتقل نحن الى حيث المصير المحتوم لكل  البشر على وجه الارض . والعجيب في الامر هو، ان مشاعرنا تنتقل خلال فترة وجيزة من الحزن والاسى ,  الى جو الفكاهة والاسترسال بشتى القصص  .  وكأن الذي يتحدث، ليس هو الذي كان يبكي وينحب، ويتعاطف معه كل من يمر به ويسمع بصراخه ونحيبه  . فتبدا [ السوالف الحلوة والضحك والنكات وكاننا في سفرة سياحية ترفيهيه ] . اما المقابر .. فهي عموما تعاني اهمالا كبيرا على جميع المستويات في وطننا .. حيث اضحت مترعا للمتسكعين والمتسولين ومجالا لرمي القمامة التي يشارك فيها جميع الزوار،الذين يعدون بالالاف، ولا يكلفون انفسهم جمعها ورميها في الاماكن المخصصة لها، ما يتيح للروائح الكريهة والتي تزكم الانوف , بالانتشار على طول المقابر وعرضها ..  وقد اصبحت قبورنا للاسف  , ملاذا للكلاب السائبة، التي تجد في تلك المخلفات  المتنوعة الاشكال والانواع  والتي لا تتوفر في مكان اخر ، ما يؤمن لها العيش الرغيد والسكن الملائم . فهي كما يقول المثل [ تاكل وتنام ] ولا شك ان الحالة المزرية للمقابر في بلادنا، لا تسمح لها باداء ادوارها الوظيفية، وهي تعاني من الاهمال، وعدم الاهتمام الذي يضاف الى ضعف ادائها .  ان حالة المقابر يمكن اتخاذها مؤشرا على مدى تحضر الشعوب وتجذر القيم الانسانية في نظرتها للحياة والانسان . والمقابر لها اهمية انسانية وحضارية كبرى باعتبارها مجالات ينبغي ان تتبواء مكانة مركزية تحترم كرامة الانسان الحي الذي يعتبر المقابر جزءا لا يتجزا من المشهد العام الذي ينتظم فيه اجتماعه البشري . وان نظافة تلك المقابر هي : مسؤولية الدولة التي عليها ان تقوم بواجبها اتجاه مواطنيها الاحياء والاموات . وان تقدم ما يمليه عليها واجبها  ..   وان تراعى شعبها كما تفعل الدول التي نعيش فيها نحن .. ويسميها البعض  [ دول كافرة] والتي تخصص ارضا خضراء كبيرة جدا , تحاط باسوار تحميها من دخول الحيوانات , وتبعد عنها كل متسكع يحاول العبث داخلها , ويمنع منعا باتا جلب المشروبات الكحولية , وتحرص على زرع تلك الارض والاعتناء بها وتنظيفها  كل يوم، ولا تسمح بالاكل والشرب داخلها، [وماكو اجدورة مليانه كبة، ودولمة وشيخ محشي مع اهل المتوفي] ولا يوجد اثرا للكلاب والجرذان ، وهناك اماكن خاصة لرمي النفايات مخصصة في عدة اماكن ، وتشتم الروائح الزكية التي تنبعث من الزهور التي تحيط بها، قبل دخولك المقبرة .. فتشعر بالراحة النفسية وتتذكر وطنك الغالي [العراق] وتتمنى ان يشعر اصحاب القرار فيه ,  بامواتهم .. كي تترحم عليهم عباد الله،! ويثمنون مواقفهم .. من اجل من فارق الحياة.. وذهب الى ربه! فلا يعقل ان لا يرتاح البشر في وطننا العراق  حتى في قبورهم .. حيث تشاركهم ال ... وتجاور قبورهم ..