كتب / علي الزرفي:
يا إخواني الأعزاء: إن ذاكرتي ضعيفة، ولا أستطيع أن أتذكّر أموراً كثيرة مهمة في حياتي، ومنها رايات وقيادات المقاومة الإسلامية الشريفة في العراق. فتعدد راياتهم وقياداتهم جعلتني أذاكرها وأراجعها بإستمرار لكي أحفظها. فصائل المقاومة الاسلامية هم عز العراق وسوره العالي، ولكن ماذا افعل فذاكرتي ضعيفة؟! وعادةً ما تخونني، فأعينوني على ذاكرتي الضعيفة. أتعبت السنين جسدي وذاكرتي، وبرغم ذلك فأني لا أنسى لحظة واحدة بأن العبق الذي تحمله ملابسهم العسكرية هو عبق رسالة مئة واربعة وعشرون ألف نبي ومرسل، وحرصي عليهم تعلمته من حرص نوح على المخلوفات. خوفي على وحدتهم؛ صفوة من توصيات محمد صلى الله عليه واله وسلم، واذكرهم برغم ذاكرتي الضعيفة! بأن مشروع امامنا المنتظر يدور حولهم ولا يوجد غيرهم من له القابلية على حمل ثقل هذا المشروع، فهلا اعانوني على ذاكرتي الضعيفة؟ يا ابناء المقاومة الشريفة، يا أحفاد علي الكرار، يا أمل الإمام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف، يا سور العراق العظيم، أدخلوا السرور على قلب الامام الحجة، بتوحدكم تحت راية واحدة وقيادة واحدة. أسعفوا ذاكرتي الضعيفة، فأن لم يستقر رأيكم على قيادة وراية واحدة، فعندي الحل! ..
اذهبوا - بكل فصائلكم وسراياكم المسلحة - الى شارع الرسول في النجف الاشرف وافترشوا الرصيف المقدس امام منزل السيد السيستاني دام ظله واطلبوا منه بأن يقودكم ويجعل لكم راية واحدة جديدة. إذا اقمتم عليه الحجة بتوحدكم بقرار اختياره هو القائد الاوحد، فلن يرفض طلبكم – فأنه يسير بسيرة جده علي الكرار- وأفعلوا كما فعل عمار بن ياسر ومالك الاشتر وغيرهم من الصحابة الاخيار، عندما جمعوا الناس وذهبوا الى منزل الامام علي عليه السلام، واقاموا عليه الحجة.
قالوا له: نريدك أن تقودنا وتصبح خليفتنا – بعد مقتل عثمان – فقبل بصعوبة وقال لهم: لولا حضور الحاضر، وثبوت الحجة بوجود الناصر، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت اخرها بكأس اولها.
ماذا افعل؟!
فإني أتذكر التأريخ ولا أتذكر أسماء راياتكم، فذاكرتي ضعيفة.