كتب / طاهر الموسوي
المتتبع اليوم الى بعض الأصوات التي تحذر من خطر الانتصارات المتتالية لقوات الحشد الشعبي وأنها سوف تكون أخطر على العراق من تنظيم داعش الاجرامي ليس على العراق وحسب إنما على الدول المجاورة للعراق ، هذا التحذيرات لم تكن من المهزومين الذين أفشلت فتوى المرجعية العليا والحشد الشعبي مخططاتهم الشيطانية التي كانت تريد احتلال بغداد واسقاط العملية السياسية ليس هذا وحسب بال احتلال المدن المقدسة كربلاء والنجف الاشرف وتهديم المقدسات كما فعلوا ويفعلون اليوم في المدن التي احتلها تنظيم داعش الذي يكون البعثيين والنقشبندية وازلام النظام المقبور من فدائيوا صدام والأمن الخاص وغيرهم من الذين غرر بهم من ابناء مايعرف بالمحافظات المنتفضة نسبة تصل الى اكثر من 90 % حسب اعترافات قياداتهم التي اتخذت من عمان والدوحة واسطنبول واربيل مكان لإطلاق تصريحاتهم الرنانة أمثال علي حاتم السليمان ورافع الرفاعي والسعدي وناجح الميزان وغيرهم ممن استلم أموال السحت من قطر والسعودية ليوصلو ا محافظاتهم الى المصير المؤلم الذي الت اليه، وليس غريب أن يعترف أحد رموز المكون السني والذي كان من أشد الناس اتهاما للحكومة بتهميش المكون السني الذي أخذ أكثر من استحقاقه الانتخابي في إدارة البلد وهنا اقتبس من كلام السيد نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي" ان سنة العراق وقعوا ضحية لمؤامرة خليجية اميركية حاولت تغير الموازين في العملية السياسية العراقية بعد 2003، لكنها فشلت فشلا” ذريعا، مبينا ان من دفع الثمن هم سنة العراق"
وأضاف النجيفي في اجتماع ضم قيادات اتحاد القوى العراقية عقد في منزل رئيس البرلمان سليم الجبوري ببغداد،" ان رفض التعامل مع الوضع السياسي الجديد بعد 2003، وعدم الاعتراف بحقوق الإخوة الشيعة كواقع حال والاندماج والتعايش معهم كلفنا الكثير ولم نحصد اي فائدة تذكر من هذا العناد".
واشار النجيفي ان السنة "منذ "12" عاما خسروا منازلهم واولادهم ومناطقهم واصبحوا مهجريين في بلدهم بعد طردهم من محافظاتهم بسبب جماعة"داعش" الارهابية، وسبيت نساؤهم وانتهكت اعراضهم، مؤكدا على ضرورة تعلم الدرس واخذ العبر والرجوع الى احضان الوطن والانصهار في العملية السياسية والابتعاد عن القطيعة التي لم تجلب للسنة سوى الدمار والهلاك"
انتهى الاقتباس من كلام السيد النجيفي الذي يعطينا تصور لحجم الخطر الذي يتعرض له سنة العراق قبل شيعتهم كونهم وببساطة ليس لديهم أي مرجعية دينية موحدة كما يوجد لدى الشيعة وهو سر انتصاراتهم اليوم في ميدان القتال.
اما التحذيرات الأخطر جائت على لسان قائد القوات الأميركية في العراق السابق ديفيد بترايوس الذي حذر أيضا من انتصارات الحشد الشعبي، وهنا اقتبس من تصريحاته لصحيفة باس نيوز الأمريكية " إننا في حاجة إلى الاعتراف بأن التهديد الأول والبعيد للتوازن العراقي – والتوازن الإقليمي الأوسع – ليس هو تنظيم داعش، والذي أعتقد أنه يتحرك على مسار الهزيمة في العراق وطرده بالكلية من المعادلة العراقية. إن التهديد الأهم وطويل الأجل يأتي من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. فإذا ما خرج «داعش» من العراق وكانت النتيجة صعود الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران كأكبر قوة عسكرية في البلاد – متفوقة في ذلك على القوات الأمنية العراقية على غرار تنظيم حزب الله في لبنان – فلن تكون إلا نتيجة سيئة للغاية على استقرار وسيادة العراق، ناهيك بتهديد مصالحنا الوطنية الخاصة في تلك المنطقة" هذه التصريحات ليست عسكرية بحسب رأيي وانما سياسي يعكس انتمائه الحزبي المخالف للرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما.
أما نائب رئيس الوزراء صالح المطلك هو الآخر حذر من خطر الحشد الشعبي وأنه سيكون أخطر على العراق من داعش في تصريح لفضائية العربية الحدث!!
وهنا اقول ان ايران هي التي ارسلت لنا جميع ما تحتاج المعركة من سلاح وعتاد للتصدي للمخطط الذي كان يريد تدمير العراق وإنهاء وجوده واسقاطه بأيدي تنظيم داعش والبعثيين من جديد !! في وقت لم ترسل لنا امريكا الا الشيء القليل من ما تم الاتفاق عليه من صفقات التسليح منذ سنوات ولم يقدم ويرسل لنا الإخوة العرب غير الانتحاريين ودعم المخطط الشيطاني بالمال والسلاح والإعلام المؤدلج!!
وإيران هي التي ارسلت بعض القيادات العسكرية كمستشارين الذين كان لهم الفضل في المساعدة على إيقاف خطر تمدد داعش والانتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم وتطهير الأراضي من دنس هؤلاء المجرمين .
ولهذا فإن ابناء العراق في قوات الحشد الشعبي الابطال المتسلحين بفتوى المرجعية ودعم الشعب العراقي سوف تكون القوة التي سوف ترسم مستقبل العراق السياسي والأمني الجديد وهي التي سوف تسقط جميع المؤامرات التي تحاك على العراق من الخارج وعملائهم في الداخل ..
وما كان لله ينمو .