- التفاصيل
-
المجموعة: الفضاء الحر
-
تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 27 شباط/فبراير 2015 23:17
-
نشر بتاريخ الجمعة, 27 شباط/فبراير 2015 23:17
-
الزيارات: 1970
كتب / باقر العراقي:
تاريخ الإمبراطوريات في العالم القديم حافل بالمتغيرات، فمنذ إمبراطوريات العراق القديمة وما تلاها في بلاد فارس والإغريق وسلالات الفراعنة في مصر، الى إمبراطوريات الصين العظيمة، فالمغول والدولة العثمانية، ثم إمبراطورية مملكة بريطانيا التي عَجًزتْ، وأخيرا إمبراطورية الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
المتغيرات هي أن هناك بوادر لنشأة إمبراطورية، وعادة تكون من خلال انتشار نفوذها في أراضي جديدة، أو انحسارها وخسارتها أراضي كانت تحت سيطرتها، واليوم الاقتصاد والعسكر لهما الدور الأكبر في هذه اللعبة.
أصبحت الولايات المتحدة اللاعب الأوحد في السياسة الخارجية للعالم بأجمعه، أبان سقوط الاتحاد السوفيتي السابق، وعندها انتهت الحرب الباردة التي استمرت زهاء 45 عاما بين الطرفين، بعدها مباشرة تحشد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في حرب الخليج الثانية.
منذ ذلك الوقت توضح للعالم الهيمنة الأمريكية على كافة الصعد، وأصبحت الناهي والآمر والحاكم الأوحد للعام، وأصبحت مخابراتها، تجوب الأرض شرقا وغربا، وتجند ما تشاء من العملاء، حتى تمكنت حركة طالبان الإرهابية من السيطرة على أفغانستان بالكامل عام 1994.
اليوم الحركات الإرهابية على شاكلة طالبان والقاعدة، تسيطر على مساحات واسعة من العالم، ومنها داعش وجبهة النصرة وبوكو حرام وحركة شباب الصومال، وكثير من هذه الأسماء التي تحمل التوجه المتطرف، وكلها تنبع من عقلية واحدة، صنعت في القرن السابع عشر، مابين الوهابية ووزارة المستعمرات البريطانية.
أمريكا تقول أنها تحارب داعش وتريد إضعافه، وهناك تصريح آخر بأن الحرب ستطول 30 عاما، ومن حق أي إنسان عاقل يضع مئات علامات الاستفهام، على هذه التصريحات، بالإضافة إلى هناك تحالف دولي ضد داعش، وداعش تمددت لولا، تصدي العراقيين، بجيشهم وحشدهم الشعبي.
هناك من يتهم أمريكا، بمساعدة داعش وله الحق في ذلك، نظرا لتاريخها المعروف في ازدواجية المعايير، والحفاظ على مصالحها، وهناك من يتهمها بالضعف خصوصا بعد تنامي قوة الممانعة لها في العالم، وعلى رأسها جمهورية إيران الإسلامية وروسيا الاتحادية والصين الشعبية، كذلك نظرا لعجزها في مكافحة الإرهاب في العالم.
نحن الآن أمام نظريتين لا ثالث لهما، فأما أمريكا ضعفت وباتت لا تقوى على مجاراة تكنولوجيا الإرهاب، وتطوره الغير منطقي وفي الجوانب العسكرية واللوجستية والعلمية، أو أنها تسيطر على التنظيمات الإرهابية وتسيرها كما تشاء لتكون الحاكم الأوحد للعالم.