كتب / غسان الجاف :
ظل العراق يعاني من سوء في العلاقاته الخارجية مع الدول العربية والخليجية خاصة في العقد الاخير من تاريخه وكان لقطع هذه العلاقات وسوءها نتائج سيئة على العراق وشعبه. اليوم بدأنا نلمس خطوات مهمة اتخذها العراق في تحسين علاقاته مع محيطه العربي والخليجي وجاءت هذه الخطوات وكأنها في سياق ونسق واحد، الدكتور فؤاد معصوم توجه الى المملكة العربية السعودية ثم تبعه الدكتور سليم الجبوري الى الرياض ليلتقي مسؤولين سعوديين ويتحدث بالروح نفسها التي تحدث بها معصوم، وكذلك زيارة الدكتور سليم الجبوي الى دولة الكويت والتي جاءت لتوطيد العلاقات بين الدولتين الشقيقتين. وقد عبر وزير الخارجية ابراهيم الجعفري عن تطلع العراق الى فتح صفحة جديدة للعلاقات مع الدول العربية والخليجية واكد الجعفري في زيارته الى المنامة على اهمية التعاون بين العراق ودول الخليج واعطاءها الاولوية في المستقبل. ان توثيق العلاقات مع الدول العربية والخليجية ضرورة لا غنى عنها ولجميع الاطراف وعلى العراق ان يتجاوز الحاجز النفسي المتوتر مع الجار الخليجي وان تكون العلاقات العراقية الخليجية مثالا لحسن العلاقات العربية-الخليجية بسبب وجود ارتباطات اجتماعية ومصالح اقتصادية متجذرة وجوار جغرافي لا محيص عنه. ويجب على الجميع ان يدرك ان الاستمرار في النزاع والتمسك بالمواقف الصلبة والاستكبار على الاخرين لا يحقق الاستقرار والسلام والنهوض بواقع المنطقة. وعلى العراق ان يستثمر الفرص المتاحة لتمتين علاقاته مع الدول الخليجية والاستفادة من هذه الدول كفتح المجال لراس المال الخليجي المتراكم والاستفادة من الخبرات في حقل التنمية النفطية واقامة شراكات نفطية مشتركة ومتخصصة. كذلك عقد اتفاقيات علمية بين الجامعات الخليجية والجامعات العراقية وكذلك مراكز البحوث المماثلة لتعزيز العلاقات وتطويرها بما يخدم مصالح الشعوب الشقيقة. ان هذا النشاط الدبلوماسي سيسهم في تحسين الاوضاع الامنية في البلد مما يسهم في توفير الامن للمواطن العراقي. هذا كله يحسب للحكومة والبرلمان الحاليين الذين استطاعوا وخلال فترة قصيرة من الزمن اعادة الثقة بين العراق والدول العربية والخليجية وان خطوات العراق باتجاه إعادة العلاقات وان كانت متأنية في بعض إجراءاتها لكنها حققت رضا كبير لدى الكثير من العراقيين واخفت الاصوات الطائفية.