زراعة البصرة تعلن عن البدء بحملة مكافحة حشرة حفار اوراق الطماطم
   |   
تسويق أكثر من 400 الف دجاجة للاسواق المحلية خلال شهر تشرين الأول الجاري في البصرة
   |   
انتهاء فترة الاعتراضات على قرعة الـ 13 ألف درجة وظيفية في البصرة
   |   
مصدر : الحبس 4 سنوات بحق مدير مخدرات البصرة السابق بتهمة الرشوة
   |   
السكك تخصص قطارات حديثة لنقل الجماهير الرياضية من بغداد الى البصرة غداً الاربعاء لحضور مباراة منتخبنا الوطني ضد شقيقه الفلسطيني ضمن تصفيات كأس العالم
   |   
مرور قضاء الزبير يباشر بمحاسبة مركبات الحمل المتوقفة داخل المناطق السكنية في القضاء".
   |   
ماء البصرة: إطفاء مشروع خور الزبير من الصباح لغاية الـ 3 مساءً غدا السبت!
   |   
زراعة البصرة تسجل زيادة في نسبة إغمار الأهوار و المسطحات المائية
   |   
حكومة البصرة تبحث مع بعض الوحدات الإدارية والدوائر الحكومية تعارضات المشاريع على تحديث وتوسيع التصميم الأساس لبعض الأقضية والنواحي
   |   
مواطنون يشكون من كثرة قطع التيار الكهربائي في عدد من مناطق قضاء ابي الخصيب
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


العبادي يُلغي ماكياج الألقاب .. هاشم العقابي

 

 

في الليلة التي سبقت اليوم الذي سأقابل فيه المشرف على أطروحتي بروفيسور براين ديفز، قصدت زملاء عراقيين سبقوني بالدراسة لأسألهم بأي لقب أخاطبه. كل الذين سألتهم العون قالوا لي ناده 'بروف'. أول ما نطقتها عندما التقيته سخر مني ورد علي بلطف: نادني باسمي: 'براين'. علل ذلك لأننا في الجامعة التي هي بيتنا. فهل من المعقول ان ينادي الابن والده أو الزوجة زوجها: 'بروف' أو 'دكتور' أو 'أستاذ'؟ وإن كنت قد أيدته لكن هذا الذي اعتبره ليس معقولا كنت قد شاهدته عند العراقيين. في الداخل والخارج.

في ثاني مدرسة ابتدائية أُنقل إليها يوم كنت معلما، وكانت في اليوسفية، حظيت بمدير طرد امرأته لأنها خاطبته باسمه دون ان تسبقه بلقب 'أستاذ'! كان المدير قد فرض على كل أقاربه، بدءا من أولاد ه وصولا إلى أفراد عشيرته، ان يلقبوه أستاذ. ومن لم يستجب فالمقاطعة هي الرد.

وخارج العراق استضافني أحدهم في بيته وكان هو وزوجته يحملان لقب 'دكتور'. لم يتأكد لي صحة حملهما للشهادة. طيلة الجلسة الطويلة كانت تناديه 'دكتور' ويناديها' دكتورة'! خيّل لي انهما يستعملان الطريقة ذاتها حتى عند ممارسة حياتهما 'الطبيعية'. لا أظن ان الشغلة تحتاج إلى محلل نفساني محترف ليعرف ان الاختفاء وراء الألقاب الطنانة يكشف عن نقص في شخصية اللاهثين والمتشبثين بها.

في فترة عملي بالصحافة النسوية، وهي فترة أذكرها بخير وأحن لها كثيرا، كتبت عن مستحضر تجميلي يسمى 'مخفي العيوب' (كونسيلر). نوع من المساحيق أو الكريمات تغطي به المرأة الهالة السوداء تحت عينيها أو بعض البثور التي تداهمها في أوقات معينة. في مجملها تعد عيوبا جسدية. وما الألقاب والفخفخة التي يحيط بها الأشخاص أسماءهم، حكّاما أو أفرادا، إلا نوع من 'الكونسيلر' لعيوبهم أو نقائصهم النفسية. صدام صنع لنفسه أو صنع له 'اللوكية' 99 لقبا واسما. بس شفاد؟

الذين أتوا بعده لم يقصروا بل اكتشفوا 'كونسيلرات' أخرى يبهجون بها أنفسهم ومن حولهم والشعب منكوب ومكلوم.

شكراً لحيدر العبادي الذي ألغى لقب 'دولة' ومنع تعليق صوره في السيطرات وواجهات المباني العسكرية والمدنية. واضح ان الرجل لا يحتاج إلى مكياج مثلما رفض ان يخفي شيب شعره بالصبغ الأسود. رسالة موجعة 'للوكية' ليته يتبعها بكنس أي مستشار لا نفع فيه لنزداد تفاؤلا. قد يراها البعض خطوة بسيطة أو صغيرة لا تمس الوجع والهم العراقي الكبيرين، لكن العافية درجات كما يقولون. أي: أجن .. أجن.