الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) من كبار علماء الطائفة ، عاش قبل أكثر من ألف عام في الغيبة الصغرى للإمام الحجة -عجل الله تعالى فرجه - وكان يحضر درسه في بغداد العلماء من مختلف الطوائف والملل من العامة والشيعة والنصارى، واليهود والصابئة.
ورد في تاريخه إنه سئل يومأ قي حكم امرأة حامل ماتت والولد ينبض في رحمها فقال: يشق الجانب الجانب الأيمن من البطن ويخرج الولد ثم تدفن الأم. ثم تبين أنه أخطأ في جوابهم، فكان ينبغي أن يقول: بشق الجانب الأيسر, فأسف على فتواه وقرر أن لا يفتي احد بعد ذلك.
علما أنه لم يثبت من الناحية الطبية وجوه فرق في شق بطن الحامل الميتة سواء كان من الجانب الأيمن أو الأيسر , ومع انه الشيخ المفيد لم يكن عامدأ، بل صدرت منه الفتوى بخلاف الحكم الشرعي خطأ. وكل الناس معرضون للخطا ألا المعصومين -عليهم السلام- إلأ إن الشيخ المفيد تألم إلى درجة بحيث قرر ترك الافتاء، خشية الوقوع في الخطأ ثانية والقول بما لم يحكم الله وإن لم يكن عامداً.
هذا والشيخ المفيد بلغ درجة من العلم والفضل بحيث كان مرجعاً ليس للشيعة وحدهم، بل كان يرجع إليه المسلمون وغيرهم وينهلون من نمير علمهم وقد نقل إن الإمام الحجة - عجل الله تعالى فرجه- قد نعاه بنفسه عندما توفي وكتب على قبره:
لا صوّت الناعي بفقدك انه * * * * يوما على آل الرسول عظيم
عالم بهذه المنزلة يحذر من تكرر الخطأ منه فيجلس في بيته ويغلق عليه بابه ويقرر عدم الافتاء دون أن يجدي معه إصرار المراجعين، حتى بعث اليه - على ما ينقل - الإمام صاحب الزمان -عجل الله تعالى فرجه- في أحد الأيام شخصاً وقال له يقول لك الإمام «افد يا مفيد منك الفتيا ومنا التسديد»، ثم أعلم أن الامام بعثني على الجماعة الذين استفتوك وقلت لهم إن الشيخ يقول: "لقد أخطأت" فشقوا البطن من الجانب الأيسر عندها أرسل الشيخ خلف الجماعة ليتأكد من الموضوع. فقال لهم ماذا عملتم بالمرأة الحامل! قالوا شققنا بطنها من الجانب الأيسر كما اخبرنا الشخص الذي أرسلته خلفنا و بعد ذلك عاد الشيخ المفيد للافتاء.