في معركة صفين ..
خرج شاب من معسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) وعليه لثام وقد ظهر منه من آثار الشجاعة والهيبة والسطوة بحيث أن أهل الشام قد تقاعدوا عن حربه وجلسوا ينظرون إليه وغلب عليهم الخوف والخشية فما برز إليه أحد فدعا معاوية برجل من أصحابه يقال له ابن شعثاء وكان يعد بعشرة آلاف فارس فقال له معاوية :
أخرج إلى هذا الشاب فبارزه
فقال : يا أمير أن الناس يعدونني بعشرة آلاف فارس فكيف تأمرني بمبارزة هذا الفتى فقال معاوية : فما تصنع فقال : يا أمير أن لي سبعة بنين أبعث إليه واحداً منهم ليقتله فقال له : أفعل فبعث إليه بأحد أولاده فقتله الشاب ثم بعث إليه بآخر فقتله الشاب حتى بعث جميع أولاده فقتلهم الشاب ثم بعث إليه بآخر فقتله الشاب فعند ذلك خرج ابن شعثاء وهو يقول أيها الشاب قتلت جميع أولادي والله لأ ثكلنك أباك وأمك ثم حمل اللعين وحمل عليه الشاب فدارت بينهما ضربات فضربه الشاب ضربة قده نصفين فألحقه بأولاده فعجب الحاضرون من شجاعته فعند ذلك صاح أمير المؤمنين (عليه السلام) ودعاه وقال أرجع يا بني لئلا تصيبك عيون الأعداء فرجع وتقدم أمير المؤمنين (عليه السلام)
وأرخى اللثام عنه وقبله بين عينيه فنظروا إليه فإذا ذاك الذي ورث الشجاعة من أبيه إنه عزيز الحسين سلام الله عليه إنه ابا الفضل(((قمر بني هاشم))) بن أمير المؤمنين.