يقول المؤلف الدكتور صاحب الحكيم: يروي كتاب “ذكرياتي مع آية الله ” (كتاب أصدرته دار الجزيرة في لندن، عام 1987م – 1407هـ) عن الأيام الجميلة التي جمعته مع السيد الخميني، عندما كان لاجئاً في النجف الأشرف، في العراق، سواء في عيادتي، أو في بيته، في الستينات، من القرن الماضي.
وقد كتب الأستاذ ناصر أحمد الحلفي عن كتاب “ذكرياتي مع آية الله” في الصفحة 82-83 من كتابه ما يلي:
“ذكرياتي مع آية الله”: هذا الكتاب يشكّل بالنسبة إلى الدكتور صاحب الحكيم مذكرات وجدانية، عندما كان الدكتور الطبيب الخاص للسيد الخميني، حيث كان الإمام مقيما في مدينة النجف الأشرف فقد كانت رحلة مع الإمام، تمثل حضورا وانطلاقة إلى آفاق أرحب, السيد الذي أصبح في ما بعد قائداً لأكبر ثورة إسلامية في التاريخ المعاصر, وغيّر أكبر معادلة قاتلة كانت تخضع لها إيران بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية.
السوفيت الذين كانوا يشبهون إيران بالتفاحة الفاسدة ويقولون بأنه سوف يأتي يوم تقع في أحضاننا وفق النظرية الماركسية، أما الولايات المتحدة الأمريكية فتقول أن إيران شاءت أم أبت هي لنا وذلك من خلال ولاء الشاه المطلق لهم، ومن خلال قواعدهم العسكرية في المنطقة، لكن الإمام استطاع أن يغير هذه المعادلة من خلال إيجاد نظام ثالث في العالم لا يؤمن بشرق ولا بغرب وهو النظام الإسلامي, وقد اثبت الإمام للعالم انه ليس رجل ثورة فحسب بل رجل ثورة ورجل دولة من الطراز الأول، واستطاع أن يختصر المسافة ما بين منطقة الخطاب ومنطقة التطبيق.
ويقول الدكتور صاحب الحكيم: عندما أتي إلى السيد للعلاج أنشغل لحظات أتأمل في وجهه من قريب فقد كانت نظراته وملامحه ثابتة وصلبة، تحكي عن صرامة وجدية واستقرار في النفس، كما كانت قسمات وجهه هادئة مطمئنة تمنح صورته هيبة وجلالاً، وتبعث على التبجيل والاحترام، كما كانت رشاقته وسلامة صحته العامة ونضارة بشرته وقوة بنيته تثير الفضول والتساؤل عن مصدر كل ذلك،
ولعل شيئاً من ذلك التساؤل يزول عندما نعرف التزام السيد الخميني ببرنامج للحركة ، حيث يروي الذين يلازمونه أنه ملتزم بالمشي يومياً في صحن الدار مدة معينة ، كما انه لا يسرف في تناول أطايب الأكل ولذائد الطعام،
ويضيف الدكتور في كتابه «ذكرياتي مع آية الله» ـ “… وأنا أنظر إلى وجهه وبنيته أتذكر إرشادات أستاذي ونصائحه عندما كنا في الكلية أيام الدراسة، حيث كان يردد علينا دائماً مقاطع، بأن الطبيب إذا وجد نفسه أضعف شخصية من مريضه فعليه، أن ينسحب وينيط أمر معالجته إلى طبيب آخر, وذلك لأن المريض القوي الشخصية أو الأقوى شخصية من طبيبه سوف يتردد في طاعة ذلك الطبيب، بل ربما مهيمناً على ذهنه ويوجه توصياته وتعليماته إلى منحى أخر يقتنع به هو، وهذا أمر أثبتت التجربة صحته وصوابه في كثير من أحوال المعالجة والتطبيب ،
فلابد على رأي أستاذنا من أن يكون الطبيب يتميز بشخصية قوية مهيمنة على نفس المريض، تذكرت تلك التوصيات ووجدت حالي مصداقاً صحيحاً للطبيب الأضعف، ولكن الغريب الذي رأيته عند السيد الخميني ـ أثناء المعالجة ـ جانب الهدوء في ملامحه ، وما يبعثه في نفس ناظره من إطمئنان وسكينة، وما يضيف عليه من أحساس بالقرب والمودة، دفعني إلى الاقتناع بنجاح علاجي وشعرت أني طبيب ناجح وكانت هي الانطلاقة…” .
إنتهى ما كتبه الأستاذ ناصر أحمد الحلفي.
#الدكتور_صاحب_الحكيم
لندن
02-02-2020
محتويات الكتاب:
فصول الكتاب
الإهداء ،
المقدمة ،
في النجف ،
الشهداء ،
رسول الإمام
مكتبة الإمام أمير المؤمنين ع ،
طريفة،
منزل الإمام ،
بعثة فرنسية ،
صاحب الرسالة ،
الدقة و المثابرة ،
سكن العلماء ،
المساجد في النجف ،
بيت الإمام مرة أخرى ،
العادات النجفية ،
مع الإمام مباشرة ً ،
قوة الإمام الشخصية ،
دراسة نفسية ،
هدايا الإمام ،
يوم القدس العالمي ،
نكتة ،
مرات أخرى مع الإمام ،
الإصرار على الموقف الصحيح ،
الإمام إلى الكويت ،
مع السلطات البعثية ،
و ضوح الهدف ،
الخاتمة …
مع تحيات و تقدير
المؤلف
ويقول الدكتور الحكيم عن كتاب :
#ذكرياتي_مع_آية_الله، حيث كنت طبيب السيد روح الله الموسوي الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، و لي معه ذكريات جميلة، في النجف الأشرف … ذكرت قسما ً منها في هذا الكتاب.
ذكرياتي الخاصة مع آية الله سواءً في بيته المستأجر من آل شربة في المدينة القديمة من النجف الأشرف، في محلة الحويش، القريب من شارع الرسول (ص) الذي يقع فيه كل مكاتب المراجع العظام، أو عيادتي، التي كانت قريبة من ذلك، و التي تقع في شارع الصادق (ع) .
في الستينات، من القرن الماضي، و كم كنت أتردد على بيته، وأنقله بسيارتي الصغيرة “فولكس واكن”، ومرة من المرات زارني في عيادتي وفد من المخابرات الأمريكية بصبحة صادق قطب زادة، وزير خارجية إيران السابق، (أعدم) و كان مع الوفد جلاوزة المخابرات البعثية العراقية، الذين كانوا يرمقوني بنظرات حادة تحمل الحقد (سبق لي أن اعتقلت في مديرية أمن الكوفة، و أمن النجف الأشرف الأشرف، بتهمة إخفاء (الشهيد) السيد مهدي السيد محسن الحكيم ، الذي لفقت له التهمة السخيفة المعروفة) و بالرغم من تفتيش بيتي، و عدم وجوده في البيت، و مع ذلك بقيت في الإعتقال، جاء الوفد المشؤوم لأخذ رأيي الشخصي ، و جمع معلومات خاصة، تحليلية، عن السيد ،من خلال تعاملي معه، طبيا ً، وأهم نقاط المقابلة، هي محاولة تحليل شخصيته، وقوة تلك الشخصية، حيث لم يكن إلا القليل ممن يجتمع به السيد الخميني، أو يزوره ، حتى علماء الدين، كانوا يتحاشون زيارته في بيته المتواضع جدا ً، خوفاً من بطش السلطة البعثية الغاشمة، حتى ان بعثة صحفية فرنسية جاءت إلى النجف الأشرف ، تسأل: أين بيت السيد الخميني، فلم يجرأ أحد بإخبارها أين ؟؟؟
وقد ذكرت تلك التفاصيل، وغيرها في الكتاب هذا.