بمشاركة بنك العيون التابع لجامعة مشهد للعلوم الطبية أقامت لجنة تفكير الدين والصحة ونمط الحياة في معاونية البحوث التابعة لحوزة خراسان العلمية ندوة تخصصية بعنوان ” زرع قرنية العين من منظور فقهي وثقافي” وذلك في محل جامعة مشهد للعلوم الطبية.
وفقاً للاجتهاد نقلاً عن الموقع الإعلامي لحوزة خراسان العلمية، شارك في هذه الندوة العلمية إثنين من أساتذة البحث الخارج في حوزة خراسان العلمية هما سماحة حجة الإسلام الشيخ محمد مرواريد والشيخ محسن ملكي، وعدد من أساتذة المستويات العليا في حوزة مشهد العلمية وبعض مسؤولي الحوزة وأساتذة الجامعة.
في بداية هذا الندوة قدّم رئيس بنك العيون في جامعة مشهد للعلوم الطبية الدكتور زارعي تقريراً عن أنشطة بنك العيون في مشهد وقال: بنك العيون في مشهد هو أول بنك عين حكومي في إيران حيث تم افتتاحه في مايو 2017م.
وأوضح الدكتور زارعي أنه بموجب المعايير الدولية فإن كل 20 مليون شخص من السكان يحتاج إلى بنك عين، مضيفاً: نظراً لزيادة زرع القرنية والأنسجة العينية فإننا بحاجة إلى زيادة الكوادر الطبية في هذا المجال، لذلك يتم سنوياً تربية أخصائيين في القرنية في مشهد. كما إن بلادنا تعد مركز لطب العيون و زرع القرنية في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار زارعي إلى التجهيزات المتطورة لهذا البنك مضيفاً: تم تصميم بنك العيون مشهد وفقاً للنماذج الأوروبية و الأمريكية، و تصنع بموجب المواصفات القياسية العالمية والحديثة في العالم. يتم الإحتفاظ في بنك العيون بقرنيات مهداة من مرضى الموت الدماغي وكذلك من كل شخص يوصي بإهداء قرنيته بعد موته.
وأوضح أن قرنية العين قابلة للأخذ حتى 36 ساعة بعد الموت، مؤكداً: تم إنشاء بنك العيون للجمهورية الاسلامية منذ 20 عام في طهران، و خلال هذه الفترة تم الكثير من عمليات زرع القرنية عن طريق الاحتفاظ بها في بنك القرنية في البلاد.
وتابع الدكتور زارعي: نظراً إلى أن العديد من المرضى يتم علاجهم بزرع القرنية لذلك فإن الحاجة لذلك من الاحتياجات الجدية و الملحّة في مجال طب العيون، و هناك الكثير من مرضى العين في صف انتظار زرع القرنية، لذلك فإن تثقيف المجتمع في هذا المجال من الأمور الهامة والضرورية.
وفي هذا اللقاء شارك الدكتور هادي أنصاري الذي دُعي من قبل لجنة فكر الدين والصحة وطريقة الحياة في حوزة خراسان العلمية معرباً عن سعادته للمشاركة في هذه الندوة والتعرّف على أنشطة اللجنة والعلاقات المتبادلة مع جامعة مشهد للعلوم الطبية وقال: هذا النوع من الندوات واللقاءات العلمية يعتبر مصداق عيني لوحدة الحوزة والجامعة، وينتج عنه ثمار علمية وبحثية كثيرة.
فكما أن الجامعة تحتاج إلى الحوزة، فإن الحوزة تحتاج أيضاً إلى الجامعة و رسالتهما هي حل مشاكل المجتمع الإسلامي ومعضلاتها
وأضاف عضو أكاديمية العلوم الطبية: إهداء الأعضاء من المواضيع الهامة في علم الطب ودخول علماء و مثقفي الحوزة العلمية في هذه المواضيع هو أمر هام وضروري، ناهيك عن أن المجتمع الإسلامي يولي اهتماماً خاصاً بالقضايا الشرعية و الفقهية خاصة في هذا المجال، حتى الأشخاص الذين ليس لديهم تقيد بالقضايا الشرعية فإنهم في موضوع زرع الأعضاء ملتزمين بمراعاة الأحكام الشرعية.
وفي هذه الندوة تحدث حجة الاسلام الشيخ محمد مرواريد فقال: زرع القرنية من الأعمال الهامة في المجتمع الطبي وضرورة ذلك هام للغاية و يجب حل مشاكله الفقهية والشرعية. بالطبع و نظراً إلى أن أخذ القرنية من الأموات ممكن، فإن لها محاذير أقل بالنسبة للزرع من المرضى المتوفين دماغياً، لكن في هذا السياق فإن بعض مراجع التقليد لديهم إشكالات ولا يعطون الإذن بقطع أعضاء الميت إلا في حالة كانت حياة إنسان آخر متوقفة عليها، ونظراً إلى أنه في هذا الفرض لا تتوقف حياة الشخص على القرنية، لذلك فإن أخذ القرنية من الأموات غير جائز.
وتابع أستاذ البحث الخارج في حوزة خراسان العلمية: في المقابل فإن بعض المراجع يعتقدون أنه نظراً لأهمية البصر، والحرج الشديد في الحياة بدون العين، لذلك يمكن أخذ القرنية من الأشخاص الذين فارقوا الحياة برضا أولياء الميت.
کما تحدث رئيس الجامعة الرضوية للعلوم الاسلامية حجة الاسلام وحدتي شبيري في هذه الندوة طارحاً سؤالات عن العلاقة بين زرع القرنية وقال: هل يمكن للمكفوفين زرع القرنية و استعادة بصرهم؟ وفي جواب على هذا السؤال أعطى الدكتور زارعي جواباً إيجابياً و أضاف: حتى الأشخاص الذين حُرموا لسنوات من نعمة البصر يمكنهم استعادة نظرهم بعملية زرع القرنية، و يتخلصوا من إعاقة خطيرة.
کما طرح حجة الاسلام الدكتور طباطبائي أسئلة حول زرع القرنية و تساءل: أي تأثير لعملية أخذ القرنية على مظهر الأشخاص؟ هل مطابقة الجنس مطروح في زرع القرنية؟ كم هي دائرة العلاج بزرع القرنية؟ هل يمكن الاستفادة من قرنية الحيوانات من أجل الزرع؟
وحول هذه الأسئلة تحدث الدكتور زارعي رئيس بنك العيون في جامعة مشهد للعلوم الطبية فقال أن أول زرع تم من غير الإنسان كان من الخنزير و الأرنب، و كانت فترة بقاءه قصيرة وقد انتبه الجسم سريعاً وتعامل معها على أنها أنسجة غريبة ورفضها، مثل القرنية الاصطناعية التي يمكن أن تحمل أخطاراً للعين و الرؤية و تؤدي إلى الالتهاب.
و أوضح أن المتداول الآن هو زرع القرنية، بينما زرع الأقسام الأخرى من العين غير متداول أو معروف، وتابع: فيما يخض العلاقة بين مظهر الجسم بعد أخذ القرنية بشكل خاص و تم خياطتها بشكل دقيق، فإنه لن يحدث أي تغيير في وجه و مظهر المتوفي، و لا يوجد أي قلق في هذا السياق.
کما أكد رئيس بنك العيون في جامعة مشهد للعلوم الطبية: لا يوجد أية مشكلة بالنسبة للزرع من غير الجنس و في كلا الحالتين يكون الزرع ناجحاً.
وفي جوابه على هذا السؤال هل يمكن أن نصل إلى مكان لا نكون فيها بحاجة إلى قرنية الإنسان للزرع و نتمكن من استعمال القرنية الاصطناعية، قال: في الظروف الحالية لن يحدث هذا الأمر على الأقل خلال السنوات العشرين المقبلة، كما أن زرع القرنية شائعة في جميع أنحاء العالم وهم يسعون لبناء بنوك للعين و تعزيزها.
وأضاف: يمكن لإيران في منطقة الشرق الأوسط أن تقدم مساعدة كبيرة للدول الإسلامية في مجال المعرفة و التقنية الطبية و تلبي احتياجاتهم للقرنية.
وفی جواب له على سؤال إلى أي مدى عمل زرع القرنية ضروري قال أستاذ جامعة مشهد للعلوم الطبية: يعتبر زرع القرنية بعنوان آخر حل و طريقة علاجية، و طالما أن الطرق العلاجية الأخرى تعطي نتيجة لا يتم القيام بعملية زرع القرنية.
وفي ختام هذه الندوة العلمية قام المشاركون بزيارة مختلف أقسام بنك العيون في مشهد.