زراعة البصرة تعلن عن البدء بحملة مكافحة حشرة حفار اوراق الطماطم
   |   
تسويق أكثر من 400 الف دجاجة للاسواق المحلية خلال شهر تشرين الأول الجاري في البصرة
   |   
انتهاء فترة الاعتراضات على قرعة الـ 13 ألف درجة وظيفية في البصرة
   |   
مصدر : الحبس 4 سنوات بحق مدير مخدرات البصرة السابق بتهمة الرشوة
   |   
السكك تخصص قطارات حديثة لنقل الجماهير الرياضية من بغداد الى البصرة غداً الاربعاء لحضور مباراة منتخبنا الوطني ضد شقيقه الفلسطيني ضمن تصفيات كأس العالم
   |   
مرور قضاء الزبير يباشر بمحاسبة مركبات الحمل المتوقفة داخل المناطق السكنية في القضاء".
   |   
ماء البصرة: إطفاء مشروع خور الزبير من الصباح لغاية الـ 3 مساءً غدا السبت!
   |   
زراعة البصرة تسجل زيادة في نسبة إغمار الأهوار و المسطحات المائية
   |   
حكومة البصرة تبحث مع بعض الوحدات الإدارية والدوائر الحكومية تعارضات المشاريع على تحديث وتوسيع التصميم الأساس لبعض الأقضية والنواحي
   |   
مواطنون يشكون من كثرة قطع التيار الكهربائي في عدد من مناطق قضاء ابي الخصيب
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


العراق يستورد الماء من دول تعاني العطش

نتيجة بحث الصور عن مياه العين المعبأة

 

كتب / زيد الحلي:

حين رأى الدهشة، ترتسم على محياي، بعد سماعي ما اخبرني به، بادر وهو الرجل المعروف بالكياسة والصدق، الى تأكيد قوله من جديد، مقترنا بقسم بأغلظ الأيمان بأن الرقم الذي ذكره واثار دهشتي هو صحيح مئة بالمئة.

 

كان حديثنا عن ظاهرة انتشار المياه المعلبة في الاسواق، وتقاطع الطرق وفي الاكشاك قرب التجمعات الطلابية، ومرائب حافلات النقل وغيرها. قال الرجل بأن هذه الظاهرة، اتسعت أثر فقدان الثقة بمياه الاسالة في بغداد والمحافظات، وما يثير العجب ان استيرادات كميات من هذه المياه المعلبة، تتم من دول تعاني اصلا العطش لعدم وجود انهر او ينابيع مياه نقية فيه، كالكويت مثلاً. وذكر رقما صادماً من العملة الاجنبية، تذهب هدرا لاستيراد تلك المياه، تقارب ميزانية دولة في افريقيا او اميركا اللاتينية. ولضخامة الرقم لم استطع اعلانه في هذا العمود.

 

ملايين من علب المياه المستوردة، ومثلها من المصنعة محليا بمعامل مجازة، واضعافها من المعلبة في البيوت والبساتين والخرائب، تشكل ظاهرة يومية مؤسفة ملفتة للنظر، دون ان تنال من الاهتمام ما تستحقه. ترى الى متى يبقى قطار المياه المعلبة يسير دون كوابح؟

 

وانا اكتبُ هذه السطور، لاحت امامي صورة الدكتور عدنان عزيز جابرو مدير عام اسالة ماء بغداد في ثمانينات وتسعينات القرن المنصرم. كنتُ في مكتبه لأجراء حوار صحفي، قبل نحو 30 عاماً، وحين سألته عن صلاحية مياه الاسالة للشرب، لم يجبني، بل قام من وراء مكتبه، ماسكاً يدي، وسار الى غرفة صغيرة ملاصقة لمكتبه، فيها رجل يقوم بواجبات الضيافة، ومد يده الى براد ماء عادي مرتبط بأنبوب مياه الاسالة، فملأ قدحاً من ماء البراد، وشربه امامي، قائلا بابتسامة الواثق: هذه مياهنا.. صالحة للإرواء، مثلما هي صالحة للاغتسال، وفق المواصفات المعتمدة عالميا، وتخضع الى الفحص العشوائي من قبل منظمات الصحة العالمية من خلال مكاتبها في العراق.

 

ترى من المسؤول عن هدر ملايين الدولارات لاستيراد المياه المعلبة. وكيف نعيد الثقة الى المواطن بسلامة المياه التي تجري في الانابيب الناقلة الى البيوت والمحلات؟ هل وراء هذه الظاهرة، ابواب مغلقة، لا يُراد لها ان تُفتح؟ اين دائرة اسالة الماء بأمانة بغداد من استشراء هذه الظاهرة، ولماذا هي غائبة؟ كيف نقنع المواطن بسلامة مياه الاسالة، وهو يشاهد المسؤولين في امانة بغداد يضعون في مؤتمراتهم واجتماعاتهم علب المياه المعلبة امامهم؟

 

غابت اقداح ماء دجلة والفرات الرقراق من اجتماعات المسؤولين، فغابت ثقة المواطنين، وضاعت اموالنا في شباك اللاّ مسؤولية!