كتب/ اسعد عبدالله عبد علي:
كنا عائدين من مستشفى الأمام علي في مدينة الثورة "الصدر", مع الحاج خلف بعد ليلة صعبة عليه وعلى عائلته, وقد نصحنا الطبيب بان يرتاح الحاج, فالمشكلة في رأسه حيث يعاني صداع شديد, وأغمض جفنيه التعبة ونام, ونحن في الطريق لبيته, وبدا عليه علامات التحسن, لكن ما أن وصلنا ساحة حي النصر حتى فزع الحاج خلف, بفعل منبهات الشاحنات الكبيرة "تريلات ولوريات", فعاوده الصداع الشديد مرة أخرى, حاولنا أن نطلب من سائقي الشاحنات الكبيرة التوقف عن أطلاق منبهاتهم المزعجة, لكنهم تمادوا معتبرين هذا الأمر شخصي.
قضية منبهات الشاحنات الكبيرة قضية يعاني منها المواطن, بل تمادى البعض ليصبح حتى "التوكتوك" بمنبه شاحنة كبيرة, فلا قانون ولا عقوبات, ونتيجة تجاهل مديرية المرور العامة لكل هذه التجاوزات, تحول الشارع وخصوصا في المناطق الشعبية الى مستنقع للتجاوزات على حقوق الآخرين.
● ماذا يقول قانون المرور
قانون المرور رقم 86 لسنة 2004 المعدل, أنظمة القيادة والعربات ورسوم تسجيل العربات وغرامات التعليمات الخاصة بمستخدمي الطريق, الملحق أ, الفقرة 29 – , يعاقب كل من ارتبك مخالفة من المخالفات الآتية بغرامة مقدارها 15.000 خمسة عشر ألف دينار: - والفقرة ج – استعمال جهاز التنبيه الهوائي أو المتعدد النغمات, أو وضع سماعات كبيرة خارجية, أو استعمال المنبهات بصوت عال, أو على شكل أصوات الحيوانات غير التي تكون في المركبة أصلا من المنشأ.
أي أن القانون واضح أن استعمال المنبهات بصوت عال مخالفة قانونية تستحق العقوبة, لكن الملاحظ أن مديرية المرور تتجاهل هذه المخالفة عن قصد, مما تسبب بفوضى كبيرة في الشارع, وضحيتها المواطن العراقي.
● من امن العقاب أساء الأدب
نشاهد الشارع يضج بالمخالفات المرورية, وبشكل يومي! ومنها استخدام المنبهات بصوت عال ومن دون حاجة, ووسط الإحياء السكنية, وكما قيل في الماضي " من امن العقاب أساء الأدب", فعندما يتعطل القانون فان الانفلات هو السمة الأبرز للشارع, فالهرج هو سمة الشارع حتى بتواجد رجال المرور, حيث يتم سحق القانون يوميا, لا اعرف لماذا تهتم الطبقة السياسية بتشريع القوانين, إذا كان الأمر لا ينفذ على ارض الواقع, مثل قانون منع التدخين الذي بقي حبر على ورق, فلا يمكن توصيف حالة الطبقة الحاكمة الا النفاق, فهي تسن القوانين لكنها لا تعمل بها, لان العمل بالقانون يحتاج لحكومة نزيه, وهذا غير متوفر حاليا.
● مناشدة
نطالب مديرية المرور العامة بتفعيل القانون, لإنقاذ المجتمع من تجاوزات المسيئين, والأمر ممكن جدا مع بعض الشجاعة والنزاهة, فمن دون القانون لن يتطور وعي المجتمع, وكما فعلت الأمم الأخرى, عبر أعطاء الحياة لكل تفاصيل القوانين, ليصبح المواطن واعي لحقوقه وواجباته, فاليوم يطالبكم الشيخ المسن والمرأة المسنة والأطفال والمرضى وكل المواطنين, بتفعيل قانون المرور, لمنع التجاوز على حقوقهم من قبل المستهترين.