مدير مرور البصرة : استقرار الحالة الصحية لمفوض المرور الذي دهسته شاحنة أثناء تأديته الواجب
   |   
النائب الاداري لمحافظ البصرة يواصل متابعة إجراءات التعاقد الخاصة بـ(13,000) درجة وظيفية
   |   
مديرية زراعة البصرة تعلن تسوق أكثر من 800 الف دجاجة للاسواق المحلية خلال شهر آذار الجاري
   |   
طريق الشلامجة ..حادث جديد .. حوادث سير يومية بسبب الاستدارات
   |   
ضبط 15 طنا مواد كيميائية شديدة الخطورة منتهية الصلاحية في البصرة
   |   
تنفيذًا لتوجيهات محافظ البصرة... العامري يواصل متابعة إجراءات التعاقد مع الفائزين بـ(13) ألف درجة وظيفية
   |   
العامري: فتح الفتحة الملاحية لجسر الشهيد كنعان التميمي لعبور القطع البحرية الجمعة المقبلة
   |   
مدير ماء البصرة يوجه بإيصال الماء العذب للأهالي في قضاء أبي الخصيب.
   |   
لجنة متابعة ارتفاع الاسعار في الاسواق .. الخط الساخن
   |   
زراعة البصرة تعلن عن البدء بحملة مكافحة حشرة حفار اوراق الطماطم
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


أزمة السكن وعبقرية الزعيم

 نتيجة بحث الصور عن ازمة السكن في العراق

 

كتب /  اسعد عبد الله عبد علي

 

بعد ثورة عام 1958 كان الزعيم يفكر في أزمة السكن, وقف الرئيس عبد الكريم قاسم ليخطب في جموع البائسين, حيث قال لهم (( سنقضي على الأكواخ.... )) وسكت .

فكان التساؤل الكبير كيف سيقضي على الأكواخ, وهي بمئات ألاف ؟ هل يأمر بترحيلهم مثلا الى محافظاتهم الأصلية, واغلبهم جاء من الأرياف ومدن الجنوب؟ أم يأمر بتجريف أكواخهم ؟ أم سيتفق مع شركة عالمية لبناء بيوت, وهذا الأمر سيكلف الخزينة مبالغ خرافية؟

بعد أيام تبددت التساؤلات وانكشف الأمر, وتبين للجميع رجاحة عقلية السلطة الحاكمة.

حيث انطلق العمل بمشروع القناة, وملخصه هو إقامة مشروع أروائي بطول 25 كيلو متر, يبدأ من نهر دجلة شمالا في منطقة الفحامة, ليصب في نهر ديالى جنوبا, هو قناة الجيش الحالية مع طريق معبد, يمتد على جانبي القناة, وتم تأثيثها بالقناطر والجسور والمتنزهات, , والحقيقة انه تم توظيف إمكانات واليات الجيش في حفرها, أي لم تكلف خزينة الدولة دينار واحد.

بعد أتمام قناة الجيش, قامت الحكومة بتوزيع الأراضي المحاذية لها, على شكل قطع سكنية, مع صرف 200 دينار, و( دبلين طابوق) لكل عائلة, ولم تمض سنة على بدء المشروع, إلا ونهضت مدن عصرية نظيفة, مجهزة بالكهرباء والماء المعقم, ومنها مدينة الثورة (حاليا مدينة الصدر).

هذا ما فعله عبد الكريم في فترة حكمه القصيرة, والتي مازالت ذكرى جميلة للعراقيين, يتحسر عليها العراقيون, لكن العراق كان يحتاج مشاريع سكنية مستمرة, بفعل الزيادة السكانية.

وتغير الزمن للأسوأ بعد اغتيال عبد الكريم قاسم, ليصل للحكم زمر من المنافقين وعديمي الضمير تحت مسميات القوميين والعفالقة, وحصل الخراب الكبير, الذي نتج لغياب خطط البناء والتنمية, الى أن جاء الطاغية صدام ودخول العراق في فترة مظلمة, بفعل الحروب العبثية التي افتعلها الطاغية, مما جعل الناس تعاني في كل مجالات الحياة, ومنها السكن, فأصبح الحصول على بيت من الأماني المستحيلة.

انتظر الناس 40 سنة, عسى أن يأتي ذلك الفجر الجديد, الذي تسترجع فيه الحقوق, ويحصل المحرومين على بيت للسكن.

وجاءت الأحزاب وأبواقها تصدح بأغاني الوعود, بين بناء مليون وحدة سكنية! أو الشروع قريبا ببناء مدن الأحلام, أو السعي عاجلاً للبناء العمودي, والناس مصدقة لما تقوله الأحزاب التقية جدا, وتم تخصيص مليارات الدولارات, لمشاريع السكنية الموعودة, وتذهب السنوات مسرعة, ولا شيء على الأرض, فقط تم نهب الأموال المخصصة في الموازنات السنوية, هذا ما جاءت به الأحزاب للناس, طيلة 14 عاما من حكم حلف الأحزاب.

ألان حلم الحصول على بيت من المستحيلات, بسبب ارتفاع أسعار العقارات, التي أصبحت نصيب الطبقة المقربة من السلطة فقط, أو أن يلجا الناس للمساكن العشوائية, أو أن يتحمل نار الإيجارات, كل هذا بسبب السلطة الظلمة.

يا ليت النخبة الحاكمة ألان فكرت ببساطة, مثلما فكر الزعيم قبل 58 عاما, وشرعوا مثله بحفر قناة جديدة, وتوزيع الأرض على ضفتيها, لكان اشرف لهم, وأكثر نبلاً, من بيع مدن الأوهام للناس.

فان أرادت السلطة خيرا للشعب, فادعوها بتنفيذ خطة الزعيم نفسها ألان, بالشروع بحفر قناة جديدة, بمعية التشكيلات الحكومية, وتأسيس إحياء جديدة, على ضفتي القناة الموعودة, بعيد عن خرافة مدن الأحلام التي جاءت بها لصوص الخضراء.