زراعة البصرة تعلن عن البدء بحملة مكافحة حشرة حفار اوراق الطماطم
   |   
تسويق أكثر من 400 الف دجاجة للاسواق المحلية خلال شهر تشرين الأول الجاري في البصرة
   |   
انتهاء فترة الاعتراضات على قرعة الـ 13 ألف درجة وظيفية في البصرة
   |   
مصدر : الحبس 4 سنوات بحق مدير مخدرات البصرة السابق بتهمة الرشوة
   |   
السكك تخصص قطارات حديثة لنقل الجماهير الرياضية من بغداد الى البصرة غداً الاربعاء لحضور مباراة منتخبنا الوطني ضد شقيقه الفلسطيني ضمن تصفيات كأس العالم
   |   
مرور قضاء الزبير يباشر بمحاسبة مركبات الحمل المتوقفة داخل المناطق السكنية في القضاء".
   |   
ماء البصرة: إطفاء مشروع خور الزبير من الصباح لغاية الـ 3 مساءً غدا السبت!
   |   
زراعة البصرة تسجل زيادة في نسبة إغمار الأهوار و المسطحات المائية
   |   
حكومة البصرة تبحث مع بعض الوحدات الإدارية والدوائر الحكومية تعارضات المشاريع على تحديث وتوسيع التصميم الأساس لبعض الأقضية والنواحي
   |   
مواطنون يشكون من كثرة قطع التيار الكهربائي في عدد من مناطق قضاء ابي الخصيب
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


عيدنا.. هو تكريم شهداءنا

كتب / عباس الكتبي

قال تعالى:((وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)).

روى الطوسي: التهذيب : 6/121: محمد بن الحسن الصفار عن عبد اللّه بن المنبه عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :(( للشهيد سبع خصال من اللّه:أوّل قطرة من دمه مغفور له كل ذنب،والثانية: يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين وتمسحان الغبار عن وجهه تقولان مرحباً بك ويقول هو مثل ذلك لهما، والثالثة: يكسى من كسوة الجنّة، والرابعة: يبتدره خزنة الجنّة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه معه، والخامسة: أن يرى منزلته، والسادسة: يقال لروحه أسرح في الجنّة حيث شئت والسابعة: أن ينظر في وجه اللّه وإنّها لراحة لكل نبي وشهيد)).

خصّ الله سبحانه وتعالى، للشهيد درجة ومنزلة رفيعة عنده، وجعله أشرف وأكرم المخلوقين، لما قدّم لربه أغلى ما يملك، ألا وهي النفس، وكما قال الشاعر: "الجود بالنفس أقصى غاية الجود"، وهذا هو قمة الإيثار، وقليل من البشر من يجودون بها، لئن بطبيعة الإنسان يسعى بكل وسيلة من أجل الحفاظ على نفسه. 

كل عيد يمّر علينا، من طبعي أن أرسل رسائل بواسطة الماسنجر، الى بعض أصدقائي المقربين منّي، والذين أفتخر بصداقتهم، وأنا أتصفح الأسماء عرض أمامي أسم الصديق العزيز، الشهيد محمد هاشم، الذي أستشهد في الموصل، العام الماضي، رضوان الله تعالى عليه. 

كنت في الأعياد، أرسل له رسالة أهنئه فيهاُ وأبارك له عيده، فلما نظرت الى أسمه، تألمت كثيراً، وخيّم الحزن عليّ، وحقيقة شعرت بأن هناك شيء غاب عني أو فقدته في هذه الحياة، ولا سبيل الى تعويضه، آه.. آه بالأمس كانون معنا، واليوم قد رحلوا، وليس لدي حيلة، سوى أن أبعث الى قبره، رسالة فيها آيات من القرآن، والدعاء، والصلاة، عسى أن أحظى برضاه، وأُرزق شفاعته. 

كل دول العالم، تقدّس، وتكرّم، وتحترم، أؤلئك الذين ضحوا بأنفسهم، وتساموا بالعطاء فوق المصالح الخاصة، من أجل الآخرين، لكي تنعم أوطانهم بالحرية، والأمن والأستقرار، فها هي البلدان مثل: مثل اسبانيا وايرلندا وماليزيا وإندونيسيا والهند والنيبال وغيرها، تجعل لشهدائهم نصب تذكاري في ساحات عامة، يحتشدون عنده المدنيين والعسكريين، كل عام للأحتفال بذكراهم، وتؤخذ لهم التحية إجلالاً وإكباراً، وتلقى الخطابات من كبار المسؤولين للإشادة بهم، بل أن في جمهورية كوريا تستمر الأحتفالات على شهدائهم لمدة شهر كامل في جميع أرجاء البلاد. ُ

نحن فعلاً بحاجة الى الإرتقاء وتزكية النفوس الإنسانية العاقلة الناطقة، فما زالت النفوس الحيوانية، التي همها الأكل والشرب فقط، و النفوس السبعية، التي لا هم لها سوى التكالب والإستعداء على الآخرين، هنّ من يتحكمن فينا. 

نحن كمجتمع بشري، هل طرقنا أبواب الشهداء في كل عيد، ومسحنا على رؤوس أيتامهم، وهل قمنا بتكريم عوائلهم، لكي نشعرهم بقيمة آبائهم؟! قليل منا من يفعل ذلك!!

أما كدولة وحكومة وقيادة، فهلاّ جعلوا نصباً تذكارياً، لشهيد فتوى الجهاد الكفائى، في وسط العاصمة بغداد، بل في كل المحافظات؟!  لنستذكرهم كل عام، ونقدم لهم أكاليل من الورود والتحية والصلوات،  ولتحتفل في بطولاتهم أجيالنا، حتى نزيد في قلوبهم الفخر والإعتزاز بالدين وعلمائه!! 

قيل في ايطاليا: اختاروا جسد الجندي المجهول — الذي يحج له الشعب الإيطالي، ويزوره زعماء الدولة، للأحتفال به كل عام— هو أبن وحيد لأمرأة فقدت أبنها في الحرب العالمية الأولى، ولم يعثر على جثته، فأصبح رمزاً لتخليد كل المقتولين المجهولين في الحرب أينما سقطوا !! أين حكومتنا وبرلماننا لضحايا سبايكر من هذا ؟! بل يفعلون العكس، فإلى الآن حقوقهم المادية وأجراءاتهم القانونية يماطل فيها القضاء!!  

شيء جميل ان يقوم رئيس وزراءنا الاستاذ حيدر العبادي، بلقاء عوائل شهداء تفجيرات الكرادة، ولكن ألا يستحقون شهداء فتوى الجهاد من كل صنوف قواتنا الأمنية، وشهداء سبايكر، وبادوش وغيرهم، أن يلتقي بهم رئيس الحكومة، والقيادات الأخرى في كل عيد، لتكريم عوائلهم ولو بشكل رمزي ومعنوي؟! 

ان الله عز وجل، أعطى الإمام الحسين وأصحابه المستشهدين بين يديه، صلوات الله عليهم أجمعين، كل شيء، حتى الأعياد خصصّت لزيارتهم، لأنهم أعطوا كل ما يملكونه لله سبحانه وتعالى. 

عندما وضع يزيد"لعنه الله"، رأس الإمام الحسين عليه السلام، في طشت أمامه، وأخذ القضيب وجعل ينكث ثغر الحسين، التفت رسول قيصر الى يزيد — وكان جالساً بجنبه— فقال: ( إن عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسى ونحن نحج إليه في كل عام، من الأقطار ، ونهدي إليه النذور ، ونعظمه كما تعظمون كتبكم فأشهد أنكم على باطل).

لا ..لا أيها المسيحي رسول قيصر! نحن حتى كتبنا لم نعظمها! فهذا القرآن أعطى الشهيد حياة أبدية( بل أحياء عند ربهم)، وأعطاه على لسان نبيّه "صلى الله عليه وآله" سبع خصال، فهل نحن أعطيناه ولو خصلة واحدة؟! الشعوب والحكومات المسيحية تبجّل وتقدّس شهداء أكثر منّا للأسف الشديد. 

قيمة وحياة كل أمّة بعظمائها، بعلمائها، بشهدائها، والأمّة التي لا تقدّس هؤلاء، تلك أمّة ميتة، فلا نحن واكبنا الشعوب المتحضرة، ولا نحن ألتزمنا في مبادئنا الإسلامية، في تكريم شهداءنا !!