الفضاء الحر - صدى التحرير:
تقول إمرأة موصلية إن قست أيام عمري لا يمكن إلا أن أختصرها بتسعة أيام حوصرنا فيها بين نارين نار داعش ونار المحررين.. تقول كنا مجموعة عوائل في بيت فينا الأطفال والنساء والشباب والكهووول.. وكان الدواعش يعتلوون سطح البيت ويشاركونا دواخله كانوا حاقدين علينا وكاننا نحن من جلب الجيش ليحاصرهم ويزهق أرواحهم.. تقول إن روائحهم النتنه تزكم الأنوف ونظراتهم على رغم الخوف ترقبنا بين طمع وحقد.. كلامهم يبروزه الله ولم نشهد في أفعالهم صورة الله.. وكنا كلنا ننتظر وصول أقوام لسنين كرهناهم لما سمعنا عنهم من أنهم لايمتلكون دين.. يزداد القصف ويزداد خوف الدواعش ويقترب أملنا بأن ننجوا يتعالى الصراخ بالخارج بين من ينادي الله أكبر ووجهه ليس فيه نور الله وبين صيحات يا زهراء غير مألوفة لدينا.. تعلو الصيحات وتتعطر الشوارع بروائح لم نعتدها يعم الهدوء ونحن يطوينا خوف المصير... ونسمع بين فينه وأخرى تلك الصيحات.. حتى يفتح الباب ونشاهد شمس الله قد أقبلت.. شباب سمر رائحتهم مثل رائحة المسك ينادون لا تخافوا نحن محررين نحن أولاد علي!!! علي... تقول لا أعلم ماذا حدث.. قادتني قدماي وأنا أعدوا إلى الباب وأصيح ياعلي وأحتضن ذلك الجنوبي الأسمر وألثم وجهه بقبلة وكأنني أقبل وجه أبي في حلم وهو ميت لم تفارقني الدموع وأنا أشاهد رحمة هؤلاء الذين يفرحون بخدمتنا.. خرجنا إلى الحرية تقول أقسم لم أرى قبل اليوم شمس الله بهكذا ضياء فكل خطوة أخطوها يسقط مني ذنب... بين من أماتنا بإسم الله ومن أحيانا بصوت عذب يتردد صداه ماحييت... يا زهراء هؤلاء أولادك يابنت محمد... ليتنا عرفنا أن الله له طريق سالكه ورجال يمشون تحت ظله.. أتوا إلينا عبر الزمن ليخلصونا من ظلم أتباع الله الزائفوون بكلمات لن أنساها ماحييت... فلم أسمع أعذب من حرية وهبت لنا بإسمك يا زهراء...