كتب /د. علي حسن:
في مرحلة الاحتلال والانتداب والوصاية البريطانية على العراق وقبل ثورة ١٤ تموز المجيدة عام ١٩٥٨ بقيادة الزعيم العراقي الوطني الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم وقيام الجمهورية العراقية الخالدة كان الحال اتعس وازرى مما هو في النشر حيث كانت الصرائف المنتشرة على اوسع نطاق تعوم على مياه المستنقعات الاسنة مثل المجيبرة في البصرة القديمة وبعض المناطق ونهير الليل في العشار وامتداد نهر الخندق واحياء كثيرة حيث ان مياه الشرب الصالحة في الانابيب والحنفيات شبه معدومة والانهار هي المصدر الرئيسي للاستعمالات البشرية والكهرباء معدوم تماما في الاحياء السكنية للفقراء والاوبئة والامراض الخطيرة منتشرة بصورة واسعة ومخيفة وانعدام الادوية وانتشار السحر والشعوذة. وفتاحي الفال وكان الاحتلال البريطاني هو المسيطر على العراق ويديره ومصادرا وناهبا لجميع ثرواته وخيراته ونشر الجهل والامية والخوف والجاسوسية وشراء الذمم والطائفية وما اشبه اليوم بالبارحة والتاريخ يعيد نفسه بشكل اخر وكان المندوبالسامي هو الحاكم الفعلي للعراق وهو من يصدر القوانين والاوامر وكانت قواعد الشعيبة وسن الذبان وغيرها من القواعد وشركة النفط جميعها بريطانية وحكام العراق والملوك من اصول اجنبية غير عراقية وقد نصبهم وسلطهم الاحتلال البريطاني على رقاب الشعب العراقي وربطه بالمعاهدات والاحلاف العسكرية الجائرة ولحين قيام ثورة ١٤ تموز المجيدة عام ١٩٥٨ فعندها تغير حال العراق تغيرا جذريا وكليا وصار في مصاف الدول المتقدمة ولاول مرة في تاريخ العراق ومنذ قرون يحكم ويدار من قبل ابنائه المخلصين ومنذ انقلاب ٨ شباط الاجرامي عام ١٩٦٣ والدخول بقطار امريكي حسب اعتراف على صالح السعدي عضو قيادة حزب عفلق ولحد الان دارت عجلة الزمن للوراء وعادت الامور كما كانت وانتشرت الرشوة والفساد مثلما كان سابقا حيث انها كانت رسمية في بعض الدوائر وشبه رسمية في بعضها حينذاك وعاد الاجنبي واستولى على النفط وبعض مرافق البلاد انا مواليد عام ١٩٣٥ وعشت جميع مراحل الحياة بما فيها الحرب العالمية الثانية واتذكرها جيدا!!