كتب / عباس الكتبي:
الأعم الأغلب من الجيوش التي خاضت حروب، وخاصة تلك التي تكون في المدن، انتهكت قوانين الحرب في حماية المدنيين والبيئة وما شابه ذلك، فقتلوا المدنيين وخربوا المدن.
الحروب الصليبية التي دامت ثلاث قرون تقريبا، وشنت بأسم المسيحيين اللاتين في أوربا على المسلمين واليهود في شرق وجنوب البحر المتوسط، تسبّبت في قتل 6 ملايين نسمة، لم تنج منها الاطفال ولا النساء،حتى قيل وصل الحد بالصليبيين ان بعد الأنتهاء من المعارك، يأخذون جثث أعدائهم فيقطعونها ويطبخونها ثم يأكلونها.
الحرب العالمية الأولى، خلّفت خسائر بشرية ومادية هائلة، فقد تسبّبت وفف معظم التقارير، بقتل 37 مليون نسمة، منهم 7 مليون مدني، 2 مليون بسبب الأمراض نتيجة الحرب، و6 ملايين في عداد المفقودين.
الحرب العالمية الثانية، الكارثة الكبرى، فقد أحصت بعض التقارير مابين 60-85 مليون قتيل من البشر، تترواح اعداد القتلى من المدنيين مابين 40- 52 مليون نسمة، منهم 19-25 مليون بسبب الأمراض والمحاعة، و 19-30 مليون بسبب جرائم ضد الإنسانية.
الحروب المعاصرة: الحرب العراقية- الايرانية، خلّفت نصف مليون جندي عراقي وايراني قتيل، وعدد مماثل من المدنيين، وعدد أكبر من الجرحى، بالاضافة الى الخسائر المادية الأخرى.
حرب تحرير الكويت، التي شنتها قوات التحالف المتكونة من 34 دولة، بقيادة امريكا، تقدّر عدد الخسائر البشرية للمدنيين فيها اجمالاً 200،000 الف مدني.
ناهيك عن الحرب الأخيرة التي قادتها امريكا للإطاحة بالحكم الصدامي الدكتاتوري، التي تركتها ورائها دمار كبير بالمدن، وقتلى في صفوف المدنيين.
الحرب الأهلية الجارية الآن في سوريا، ومنذ انطلاق شرارتها 2011 ولليوم، تسبّبت بقتل 500 ألف قتيل تقريبا، معظمهم من المدنيين، وشرّدت ما يقارب أكثر من 5 ملايين سوري خارج البلاد، هذا غير الخراب والدمار الهائل في البنى التحتية.
التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن، والنزاع الدائر الآن بين الاطراف الداخلية فيه، وتنظيم القاعدة، تسببوا جميعهم بقتل عشرات الآلآف، وتشريد الملايين، و14 مليون من اصل 26 من سكان اليمن مهددين بالمجاعة بالوقت الراهن ، و 80% من هذا الوضع سببه قوات التحالف العربي.
الاحصائيات والارقام المرعبة في هذه الحروب، وردت من منظمات رسمية، وغيرها، وكلها كانت بسبب التعمد، وعدم رعاية حقوق الإنسان، واستخدام بعضها للاسلحة المحرمة دولياً، في انتهاك واضح فاضح لقانون الحرب الدولي.
منذ صدور الفتوى للمرجعية الدينية، بوجوب الجهاد الكفائي، ضد الزمرة الإرهابية الهمجية على العراق، ووصايا المرجعية بحفظ ارواح المدنيين، ورعايتهم، وحماية الممتلكات الخاصة والعامة، وقواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها وصنوفها وتعددها، تسطّر أروع الملاحم، على المستوى العسكري والإنساني والخدمي.
نعم هناك خراب بالبنى التحتية، وقتلى في صفوف المدنيين اعداد قليلة، من غير عمد او قصد وهذه الأمور تفرضها طبيعة القتال في المدن، ودائما ما يتسبب بها داعش الإرهاب، ولولا رعاية قواتنا المسلحة الباسلة، للجانب الإنساني في الحفاظ على المدنيين الذين يحتجزهم داعش، لتحررت المدن كلها في زمن قصير حداً.
قواتنا المسلحة بكل صنوفها وتشكيلاتها، تخوض اشرف وأنبل معركة في الوجود حالياً، وتضرب اروع الأمثلة في الجانب الإنساني، رغم ان مهمتها الاساسية القتال فقط، ولكن مع القتال تغيث المدنيين، وتقدّم لهم المساعدات الغذائية والدوائية، فأعطوني بربّكم جيشاً بالعالم فعل هكذا !!