كتب / اسعد عبدالله عبدعلي
منذ سنوات والتحالف الوطني يعيش أزمة خطيرة, بسبب ضعف قيادته المتمثلة بالجعفري, بالإضافة لكثرة التقاطعات بين مكونات التحالف, وغياب رؤية موحدة لكل مكوناته, مما جعل التحالف في أكثر الأوقات معرض الى التمزق, وتسبب في تراكم الأزمات السياسية للبلد, نتيجة ضعف أداء التحالف الوطني, خصوصا انه المؤثر الأكبر, فضعفه يؤثر على كل البلد, والضعف جاء من خلال افتقاده للرأي الجامع والموقف الجماعي الصلب, فبعض مكوناته تهرول وراء مصالحها الخاصة, مبتعدة عن موقف التحالف الوطني. ألان بعد الاتفاق على الإلية الجديدة للقيادة وبشكل دوري, أن يكون قائد جديد للتحالف كل عام, ومع تسلم عمار الحكيم القيادة ألان, في خضم الأزمات الحالية, فإننا ننتظر من الحكيم تنفيذ إصلاحات كبيرة للتحالف الوطني. عمار الحكيم لديه برنامج كبير مع سقف زمني قصير, لكن الأهم التأسيس لشيء حقيقي ورصين. اعتقد الأهم ألان ما جعله الحكيم أولوية له, وهو قضية تحويل التحالف الى مؤسسة مؤثرة, مؤسسة حقيقية وفعالة، تتفاعل مع الأحداث, وتبلور مواقف بناء على التشاور, وتفعل لّجان تخصصية داخل التحالف كمؤسسة, وان لا يحتكر المواقع في التحالف لجهة من دون أخرى, ولن يكون القرار السّياسي إلّا قراراً تشاركياً, يعبّر عن التحالف وقواه بشكل حقيقي، ولن يكون التحالف غطاء يجتمع فيه القادة في الأزمات فقط، بل مؤسّسة مستمرة الفاعلية وواعية في اتخاذ القرارات المصيرية بما يعبّر عن مسؤؤلية كبيرة. عندها سيتشكل واقع سياسي مختلف بعيد عن فوضوية اليوم, لأنه سيعطي قوة دائمة للتحالف, بالإضافة لخصوصية أن التحالف يمثل أغلبية سياسية, مؤثرة في اتخاذ القرار داخل البرلمان, ونفوذ قوي داخل الحكومة, مما يجعل قوة التحالف قوة في التشريع والتنفيذ. الجماهير تنتظر أن يكون للتحالف بقيادته الجديدة, موقف صارم من الهموم الأربعة (( مشكلة الفقر والبطالة والسكن والأمن )), لأنها الأكثر أهمية للناس, فإذا كان الأداء بعيد عن تحقيق شيء في اتجاه حلها, فسيعتبر فشلا مهما يتحقق من نجاح سياسي, لذا يجب وضع برنامج للحل. لكن يجب التنبه لعوامل إفشال المشروع والتي تمثل خطر مميت للهدف المعلن, وهي: أولا: ظرف البلد: البلد يمر بزلزال من الأزمات, والحاجة ماسة لتصفير الأزمات, وإيجاد حلول عاجلة, لذا سيكون تحدي كبير, ويجب أن تكون هنالك نتائج ملموسة, وإلا اعتبر فشل, والساحة السياسية لن ترحم. ثانيا: والمتصيدون وفرق التسقيط, سينشطون لتتبع أي ثغرة ممكنة, فهؤلاء لا هم لهم الا صنع الفشل, كي تكبر المسافة بين الجماهير والساسة, لذا يجب أن يكون العمل احترافي وبحذر شديد وليس معيب الاستعانة بفريق من الخبراء, فالمهم النجاح وتحقيق بعض ما يتمناه العراقيون. ثالثا: المنافقين والمتملقين, وهم متواجدين داخل الجسد السياسي, ويغلب عليهم عدم الكفاءة وغياب المبدئية, مع ضعف شديد أمام المال, واغلب عملهم تجميل كل شيء للقادة حتى الخطأ, ممن يجعلهم برتبة الخطر الداخلي الشديد, لذا يجب التعجيل في أبعادهم, واستقطاب الشخوص المبدئية والخبيرة. ننتظر انطلاقة كبيرة للتحالف الوطني, عسى إن يتحقق شيء كبير للعراقيين.