كتب / اسعد عبد الله عبد علي:
منذ أن كنت طفلا وأنا احلم أن أشاهد منتخب وطني وهو يلعب في العراق, احلم أن تأتي منتخبات العالم, لتلعب في بغداد والبصرة والكوت وبابل وتكريت, لكن كان هناك قيد يمنع, من تحقق ابسط أحلامنا, لعديد الأسباب, ففي ثمانينات القرن الماضي كانت حرب إيران, مما جعلنا نحرم طيلة عقد, وما أن انتهت الحرب عام 1988, حتى بدأت بوادر تحقق الحلم, لكن صدام عاد ليشعل حرب الكويت عام 1990, وعندها تم حضر اللعب في العراق, إلى عام 1997 , وعاد اللعب لكن بشروط, وفي ذلك الوقت عمل المجنون عدي على تدمير الكرة لأسباب نفسية خاصة به, فلم نشهد مباريات كبيرة للعراق.
فضاعت عشرون سنة بسبب مغامرات صدام وخبث عدي, وانتظرنا زوال الطغاة كي تزدهر ملاعب الكرة العراقية.
في عام 2003 سقط الصنم, لكن الحضر لم يرفع بسبب الوضع الأمني المنفلت, إلى عام 2013 حيث قرر الاتحاد الدولي رفع جزئي, لكن بسبب انطفاء الأضواء ملعب اربيل, في مباراة العراق والأردن, برسم تصفيات كاس العالم, عاقبنا الاتحاد الدولي من جديد, والى ألان نحن معاقبين.
وكان سبب استمرار الحضر على العراق, محور عربي يجد من الأفضل أن يستمر حرمان العراق, من اللعب على أرضه, بالإضافة لتواجد اتحاد فاشل لا يفهم كيفية كسب الحقوق, بل بعض أعضائه يعمل على خلاف مصلحة البلد بسبب الدولارات الصفاء التي يستلمها, وأيضا لغياب القدرات الإدارية في الكوادر الكروية.
ألان فرصة لا تعوض أتت ألينا, فقط نتاج لإدارة حكيمة, تهتم لمصلحة البلد, كي نكسب القضية.
العراق اختار إيران مكان لمبارياته, والمعروف أن الإمارات وقطر ترفض اللعب في إيران, لأسباب سياسية, وعندها يمكن أن نطالبهم أيضا بملعب محايد, عندما تكون المباراة بضيافتهم, وهذا يضعهم في حرج شديد, هنا يمكن للحكمة والذكاء أن تظهر فنقدم لهم مكان بديل عن إيران, لنرفع الحرج عنهم, وليكون ملعب كربلاء الجديد أو ملعب جذع النخلة في البصرة, وملعب الشعب في بغداد,وبما لهم من ثقل عالمي عندها يمكن رفع الحضر جزئيا, خصوصا أن هناك تلميحات سعودية على استعدادها للعب في العراق بديل ملاعب إيران.
فقط أشير على اتحادنا التمسك بالبصرة أو كربلاء وحتى ملعب الشعب, وعدم التفكير مطلقا باربيل كأرض للعب, بسبب أن ملعب اربيل ليس بمستوى ملاعب البصرة وكربلاء وملعب الشعب, وثانيا لأنه فال سيئ على الكرة العراقية, وثالثا لأنه سبب الحرمان منذ عام 2013, ورابعا لصعوبة وصول عشاق المنتخب لاربيل بسبب انقطاع الطرق الموصلة لاربيل بسبب داعش, لذا يجب حصر البديل فقط بكربلاء والبصرة وبغداد.
هنا أطالب الإعلام والإعلاميين, والجمهور الرياضي والنخب الرياضية, بالضغط على الاتحاد كي لا يفرط بالفرصة المتاحة, لان الاتحاد لا يعمل ألا أذا ضغطنا عليه, وألا ضيع حق الكرة العراقية كما هو عهده دائما.
أطالب الاتحاد العراقي لكرة القدم, بالتحرك سريعا وفق خطة ومنهج, كي نكسب حقوقنا المسلوبة منذ الثمانينات القرن الماضي .