كتب / شهاب آل جنيح:
تعرض العراق لهجوم همجي، من قبل مجموعات متخلفة عقلياً، ودينياً، وإنسانياً، بدعم من مؤسسات ذات أفكار متطرفة، "كالأفكار الوهابية"، إستغلت هذه المجموعات الإرهابية، من قبل السعودية وقطر وتركيا، بموافقة أمريكية، للتخلص من بعض الأنظمة التي لا تواليها، كالنظام السوري، ثم توسعت خططهم لتشمل العراق، بعد ظهور المنصات المشؤومة، التي ركبها أتباع الأجندات الخارجية، والمآرب الطائفية، وما رافقها من فشل حكومي في إدارة البلاد.
إحتل تنظيم "داعش" الإرهابي، بعض المحافظات العراقية "السنية"، فكان العرب وشيوخ الذل يسمونها" ثورة أهل السنة"، وإنتصارهم، ضد" الإحتلال الصفوي"، ورافق هذا الرأي دعم عربي إعلامي كبير، فهم لا يعدون "داعش" تنظيم إرهابي، بل هي مجموعات "عراقية ثورية سنية"، فكانت بداية ثورتهم هذه، بقتل وذبح أكثر من الف وسبعمائة شاب من معسكر إسبايكر!
الحكومة العراقية حينها، غارقة في خيبة قادة جيشها المهزومين، بعد أن سلمتهم زمام الجيش وقيادته، فهي لا تملك من أمرها شيء، بعد أن طغت برأيها، وهمشت شركائها، وصمت آذانها، عن توجيهات المرجعية، وكل مبادرات حلول الأزمة، كأنبارنا الصامدة، والطاولة المستديرة، وغيرها من المبادرات.
وبقيّ العراق يتهاوى من الموصل لبغداد!
المرجعية الدينية تتسلم زمام المبادرة، بعد أن عجز الفاشلون في الدفاع عن وطنهم، فأعلنت الجهاد لطرد هؤلاء الغرباء، وتطهير الأرض من رجسهم، فتأسس الحشد الشعبي تلبية لدعوتها، وبذلك فهو حشد عراقي وطني، همه الدفاع عن العراق، فلا يدافع عن الوطن؛ إلا أهله الأصلاء.
بدأت صور البطولة تتجلى في سماء الوطن، فتجد الشيب والشباب، من أبناء "الجنوب الفقراء"، يتسابقون للدفاع عن وطنهم، على الرغم من أن مدنهم آمنة! غير مبآلين بحرارة الشمس صيفاً، وبرد الليل شتاءً، لم يكن ذلك لأجل مال أو منصب؛ فقط لأنهم عراقيون، آمنوا بوطنهم، فتركوا أبنائهم وأهاليهم، وذهبوا ليواجهوا أزيز رصاص الإرهاب والخيانة!
تعرض الحشد الشعبي، لهجمات إعلامية شرسة، تكاد تكون أكثر إيلاماً من الهجمات الإرهابية، فلم ينصفهم الأزهر "الشريف"، الذي إتهمهم بالملشيات التي تقتل "أهل السنة"، ولا دواعش السياسة، حين إتهموهم بالإرهاب والسرقة، ونسوا لولا الحشد ومرجعيته؛ لضاع العراق، وبقيت أراضيهم يدنسها الشيشاني، والأفغاني، والقوقازي، ولقطعت رؤوسهم، وسبيت نسائهم، وقدموا قرابين لأميرهم الإرهابي البغدادي! مالكم كيف تحكمون؟! هؤلاء أبطال الحشد هم العراق والعراق هم.