كتب / واثق الجابري :
أعطى تحرير مدينة الرمادي من داعش؛ دافعاً كبيراً وثقة بقدرات القوات الأمنية، وتقارب مذهبياً وتوسع مفهوم المواطنة، وفهم المخططات التي تحاط من الخارج؛ لإشعال نار الفتنة الطائفية والإقتتال المجتمعي. لم يأتي النصر من قوة منفردة بذاتها، وأن كانت مقدمة المعركة بيد قوات الجيش؛ فأن للحشد الشعبي سند في حماية ظهر المعركة، والعشائر في جغرافيتها ووطنيتها. تغيير الشارع الأنباري مثل باقي مناطق العراق، وبدأ كثيرون يقدسون القوات المسلحة والعشائر المقاتلة والحشد الشعبي. وأعطى معنوية عالية وتحسين لصورة القوات المسلحة، التي طالما إتهمها بعض الساسة، بل دفع هذا النصر الى إعادة معنوية إرتباك الإنسحاب من الموصل، الذي ولّد الشكوك بقدرة الجيش؛ بعد إعلام هوّل داعش، ووضع مشاريع الحرب الطائفية، كفرضية واقع حال. عّمّت فرحة الإنتصارات بمناطق واسعة من العراق، وخرج أبناء حديثة والصقلاوية وبروانة والبغدادي؛ مبتهجين بالخلاص من داعش، وعبروا عن تلاحم كبير وتبادلوا التهاني، وإلقاء اللوم على ساسة إعتبروا الطائفية وسيلة بقاء في السلطة، وتاجروا بدماء أبناء عمومتهم، وهناك عوائل الحويجة تخاطر بنفسها بين العبوات؛ من أجل الوصول الى القوات المسلحة؛ بينما تحولت الموصل الى عبوة ناسفة كبيرة، وبانت إستعداد هزيمة داعش. إعتمدت عصابة داعش في عمليات تسميها نوعية، في نشر ذئاب متفرقة؛ بشكل مجاميع لا تتجاوز عدد الأصابع، وتحاول إثارة الرعب بين المواطنيين؛ خلال تفجيرات إجرامية بمفخخات وإنتحاريين، وحادثة تفجيرات ديالى وبغداد الجديدة، واحدة من مسلسلهم المكشوف، بل دفعوا كل جهودهم للسيطرة على مول الجوهرة في بغداد الجديدة؛ من خلال أربعة إنغماسيين، ولكن قتلهم لم يتجاوز 15 دقيقة بمساعدة المدنيين. إن الإعمال الوحشية التي إرتكبتها داعش؛ إسقطت الأقنعة وبانت عورات شعارات التقسيم والطائفية، وأتضحت نتانة خلفياتهم الفكرية، وعاد العراق أكثر قوة وتماسك نسيجي؛ رافضاً أيدلوجيات الأستقطاب الطائفي الأقليمي، وأعطى الشعب حافزاً للقوى السياسية لتوحيد جهودها ومحاربة الإرهاب، ومنع أي تحرك لسرقة الإنتصارات، التي لا جدل في تحقيقها في الأيام القادمة، وسترمي من تسارع لتهويل حوادث ديالى وبغداد الجديدة؛ في عزلة وطنية. الإنتصارات الكبيرة؛ حصيلة تضحيات وبطولات وصولات، وتلاحم وطني بين المجتمع وقواه الأمنية وحشده الشعبي وعشائرة الغيورة. ليس الهدف الإساس لداعش سرقة مول الجوهرة؛ إنما سرقة جوهر الإنتصارات والتلاحم، ولا تفجيرات ديالى تعيد حلم وحشية الطائفية ومخططات داعش، وقد عاش العراقيون محنة تقاسموا في رغيف الخبز في مناطق النزوح، وتعاملاً في قمة الإنسانية لإخلاء العوائل من بطش الإرهاب، وبداية الأنتصارات بوادر تقارب مذهبي؛ لن تثني عزائمه أفعال إرهابية؛ نعم أن الإرهاب يفعل شيء ويبغي غيره، وعادة الجوهرة هدف السُراق، وداعش أراد سرقة شيء غيرها؟!