كتب / احمد الحاج:
مثقفون وصحفيون وناشطون عراقيون طفوا على السطح فجأة هذه الأيام ، شعارهم الظاهر ، أداء الواجب والدفاع عن حقوق المظلومين والنازحين والمشردين والمهمشين والعاطلين ؟، فيما شعارهم المستتر هو ' نحن قومٌ إن جــفا الناس وصلنا من جفــــانـــا ...لا نبالي صاحب الدار نسينا أم دعــــانـــا ' الوليمة ومالذ من الوان طعامها يعنون تحديدا !! لاأذهب الى مؤتمر او ندوة او ورشة عمل او دورة او مهرجان وفي اي مجال من المجالات لتغطيتها اعلاميا إلا وأجدهم امامي ، عن يميني وشمالي - نفس الشكولات - وهم يتحينون أفضل الفرص وأقصر الطرق للوصول الى المائدة للإنقضاض عليها ، سواء الخفيفة منها بين الجلسات - البريك ، كيك وعصير وشاي ونسكافيه - او الثقيلة في ختام الندوة ' قوزي على تمن ودجاج محشي وفاكهة وحلوى خمس نجوم ...!!' مكادي يثياب المثقفين بكل ماتعني الكلمة من معني ..طلبت من احدهم ذات يوم وهو - شيخ المكادي المثقفين بلا منازع - ان يعطيني مضمون الندوة لأصوغه خبرا بأعتباره من اول الحاضرين اليها ومن آخر المغادرين منها، فقال لي وبالحرف ' هي على شنو جانت الندوة ؟!' ... سألت آخر وهو شيخ مشايخ الطرق - الثقافية للتسول المؤتمراتي الحديث - عن أبرز الشخصيات التي حضرت الى المؤتمر لأنني كنت منشغلا ولم يتسن لي الحضور، فقال ' يمعود ياشخصيات يابطيخ ، كلهم حرامية وكلاوجية ..اسألني عن المقبلات ..عن الحلويات ..عن المرطبات ...عن الحلوااااات ..شخصيات شنو شخصيات ؟ ليش هو ظل بالعراق شخصيات ؟ والله بطران !!' . هؤلاء وبأختصار شديد يشبهون الى حد بعيد - الطفيليين - ايام زمان والطفيلون لمن لايعرفهم هم من كانوا يتحرون عن جميع مجالس العزاء والأعراس والمناسبات، فيحضرونها جميعا لا للتعزية ولا للمباركة وانما لتناول الطعام فقط - فطور ، غداء ، عشاء بلوشي - وعلى خطاهم تسير اليوم ثلة من المثقفين العراقيين - قاط ورباط وحقائب دبلوماسية - حيث يتحرون جميع الندوات والمهرجانات والمؤتمرات التي ستنظم على مدار الأسبوع ويتصل احدهم بالثاني ليلا ليضعوا خطة وجدولا لحضورها جميعا طمعا بـ - الطعام الدسم فقط لاغير اضافة الى الحباشات ان وجدت !!- . الخطيب البغدادي , خصص لهؤلاء في زمانه كتابا ً بعنوان 'التطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم' وكذلك فعل توفيق الحكيم في كتابه عن ' أشعب الطفيلي ' . ومن نصائح بعضهم لبعض ' إذا دخل أحدكم عرسا ً , فلا يلتفت إلتفات المريب , ويتميز المجالس , وإن كان العرس كثير الزحام فليمض , ولا ينظر في عيون الناس , ليظن أهل المرأة أنه من أهل الرجل , ويظن أهل الرجل أنه من أهل المرأة'. واضاف آخرون منهم ' لا يهولنكم إغلاق الباب , ولاشدة الحجاب وسوء الجواب وعبوس البواب ولا تحذير الغراب ولا منابذة الألقاب , احتملوا اللكزة الموهنة , واللطمة المزمنة , في جنب الظفر بالبغية ,.إلزموا الخفة للواردين والصادرين , والتملق للملهين والمطربين , والبشاشة للخادمين والموكلين , فإذا وصلتم إلى مرادكم فكلوا محتكرين , واخروا لغدكم مجتهدين , فإنكم أحق بالطعام ممن دعي إليه , وأولى به ممن وضع له , فكونوا لوقته حافظين , وفي طلبه مشمرين'. نسخة الى - مكادي- الثقافة والإعلام العراقيين الحاليين وفي مقدمتهم 'الذي في بالي ' والذي يمشط شعره الكث بعد الفراغ من الوليمة بصورته المنعكسة بصينية - قوزي على تمن - بعد لحسها وتنظيفها بلسانه كما يفعل البقر في مؤتمر مخصص لحقوق الأنسان والآرامل والنازحين والأيتام والمشردين من دون يأكلوا لقمة واحدة مما اكل ومن دون أن يحرر عن مأساتهم خبرا واحدا قط ولو في المنام !. او دعناكم اغاتي!!