العامري: فتح الفتحة الملاحية لجسر الشهيد كنعان التميمي لعبور القطع البحرية الجمعة المقبلة
   |   
مدير ماء البصرة يوجه بإيصال الماء العذب للأهالي في قضاء أبي الخصيب.
   |   
لجنة متابعة ارتفاع الاسعار في الاسواق .. الخط الساخن
   |   
زراعة البصرة تعلن عن البدء بحملة مكافحة حشرة حفار اوراق الطماطم
   |   
تسويق أكثر من 400 الف دجاجة للاسواق المحلية خلال شهر تشرين الأول الجاري في البصرة
   |   
انتهاء فترة الاعتراضات على قرعة الـ 13 ألف درجة وظيفية في البصرة
   |   
مصدر : الحبس 4 سنوات بحق مدير مخدرات البصرة السابق بتهمة الرشوة
   |   
السكك تخصص قطارات حديثة لنقل الجماهير الرياضية من بغداد الى البصرة غداً الاربعاء لحضور مباراة منتخبنا الوطني ضد شقيقه الفلسطيني ضمن تصفيات كأس العالم
   |   
مرور قضاء الزبير يباشر بمحاسبة مركبات الحمل المتوقفة داخل المناطق السكنية في القضاء".
   |   
ماء البصرة: إطفاء مشروع خور الزبير من الصباح لغاية الـ 3 مساءً غدا السبت!
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


الحلقة الرابعة: أسعد العيداني – من غياهب السجن إلى قيادة البصرة

 

في هذه الحلقة، يسلط العيداني الضوء على الطابع الديني والإيماني والرسالي لبيئة البصرة، قائلاً:

"الصورة الأولى التي انطبعت في ذاكرتي لرجل معمم كانت صورة سماحة السيد محسن الحكيم. أتذكر تلك اللحظة، التي سبقت اندلاع الحرب، حين بدأت أستوعب كيف كانت النشأة الدينية تشكل جزءًا من الوعي الجمعي، وتؤدي إلى رفض النظام الحاكم، حتى قبل استشهاد السيد الصدر الأول.

عندما كنت في الصف الثالث المتوسط، تحديدًا في بداية الثمانينات، كنت متأخرًا في دراستي، حيث كنت لا أزال في الصف السادس. أذكر جيدًا أن هناك فرقًا زمنياً بين الصف الثاني والثالث، وكان مدير المدرسة آنذاك رجلًا متنفذًا في حزب البعث الحاكم. كنت أدرس في متوسطة جابر بن حيان في منطقة الجمهورية، وهناك شهدت حادثتين تركتا أثرًا بالغًا في نفسي.

إحدى الحوادث وقعت أمام مدرستي، في الشارع الرئيسي، وهو شارع تجاري، حيث كنت أعبر الطريق متجهًا إلى المدرسة. في تلك اللحظة، رأيت أحد عناصر حزب البعث يطلق النار على شاب كان يستقل دراجة هوائية. لم أفهم وقتها تفاصيل ما حدث، لكنني كنت أسمع تكرار اسم حزب الدعوة يتردد في الأحاديث حولي. في ذلك العمر، لم يكن طبيعيًا أن يهتم طلاب في المرحلة المتوسطة بهذه الأمور، لكن البيئة التي نشأت فيها فرضت علينا هذا الوعي المبكر.*

حين كنت طفلًا، كنا نلعب في ملعب الجمهورية، الذي تحول لاحقًا إلى حي سكني يُعرف الآن بحي الرضا، بالقرب من الجامعة التي بدأت تُبنى آنذاك. هذه البيئة التي نشأت فيها زرعت بداخلي حس المعارضة، حتى وإن لم أكن أدرك ذلك بوعي كامل حينها. كانت هناك محاولات عديدة لإجبارنا على الالتحاق بـالجيش الشعبي، لكنني كنت أتهرب منها، ولم أخدم يومًا في الجيش، رغم كل الضغوط.*

مع دخولي إلى الصف السادس، تزامنت دراستي مع غزو الكويت عام 1990. أذكر تمامًا ذلك اليوم، كان يوم خميس. لم أذهب إلى الكويت يومًا خلال حكم صدام، فقد كنتُ أؤمن بأنها أرض مغتصبة. الحرب فرضت واقعًا مريرًا على البصرة، التي دفعت ثمن الصراع العراقي-الإيراني بشكل كبير. لم أكن عسكريًا، لكنني شهدت كيف كان النظام يستخدم الإعلام للتشويش على المحطات الخارجية، وخاصة إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران. رغم التشويش، كان الناس يجدون طرقًا للاستماع إليها، ويتابعون أخبار الأسرى، وهذا ما زاد من وعي الناس بحقيقة ما يجري.*

في قريتي، كانت هناك اجتماعات سرية تُعقد للشباب، بقيادة أشخاص مثل المهندس صلاح، الذي كان يعمل في الموانئ. في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، كان العديد من هؤلاء الشباب يتبعون فكر السيد الصدر الأول، حتى وإن لم يكونوا رسميًا أعضاء في حزب الدعوة. كثير منهم تم اعتقالهم وإعدامهم بسبب هذا الانتماء الفكري، وليس الحزبي فقط.*

الجيل الذي نشأت فيه تأثر كثيرًا بهذه الأحداث، حيث كان الشباب المتدينون قريبين من فكر الشهيد الصدر الأول، رغم صغر سنهم. لم يكن الأمر مجرد تقليد، بل كان جزءًا من الوعي الذي فرضته تلك البيئة القاسية، حيث كان التدين يحمل بعدًا سياسيًا، ويشكل خطرًا على حياة كل من يؤمن به."