وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   
الشرطة النهرية في البصرة تواصل البحث عن "شاب انتحر برمي نفسه من أعلى الجسر الإيطالي منذ البارحة
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


استعار الاصوات المنادية بفدرالية البصرة في صفحات التواصل الاجتماعي

جبا - متابعة / تحرير و ترجمة - خالد مجد الدين :

تصاعدت في الاشهر الاخيرة  الدعوات فى الجنوب العراقى و بخاصة فى “البصرة” التي تنادي بضرورة اعلان المنطقة فيدرالية و تمتعها بالحكم الذاتى على غرار كردستان العراق فى الشمال.

و لقد ظلت محافظة البصرة صامتة طوال سنوات ، عن المطالبة بإلاستقلال الذاتى او فدرالية ، حينما طالب بهذا اخرون على أسس مذهبية وقومية، و على الرغم أن الجميع يعتاش على ثروات تلك المنطقة التى المطلة على الخليج العربى التى تعد منفذ البلاد نحو العالم الخارجى . . و لكن مع مواصلة انحدار العراق نحو الفوضى، استعرت الدعوات خاصة على وسائل الاعلام الاجتماعية خلال الاسابيع المضاية بدعم من العراقيين في جميع أنحاء العالم، داعية إلى اعلان محافظة البصرة الجنوبية جيب مستقل يتمتع بالحكم الذاتى ، على غرار إقليم كردستان في الشمال.

فما الذي استجد اليوم لتقوم رئاسة مجلس المحافظة بدعم مشروع ما يسمى بالاقليم “البصري” الفيدرالى؟

لقد تاججت المشاعر بشدة مؤخرا على شبكة الانترنت، و انتشرت الحملات الاعلامية المروجة ،ومن بينها ‘أنا لمنطقة البصرة I am for Basra Region” و التى لاقت صدى بين سكان المحافظة، مما دفع بعض السياسيين لإطلاق حملة جمع توقيعات لدعم استفتاء لاعلان المحافظة ” العاصمة المالية للعراق”.

و يقول الدكتور “عباس كاظم”، وهو زميل بارز في جامعة جون هوبكنز (كلية الدراسات الدولية المتقدمة) في الولايات المتحدة ” ان ما يحدث بالبصرة هو أساسا نوع من الانتقام تجاه ما تقوم به الحكومة في بغداد ، ان البصرة، التي تُطعم و تغذي العراق، لايوجد لها أي نوع من التمثيل ليتحدث باسمها فى بغداد، منذ وقت طويل “.

وقال “كاظم” مضيفا ” أنه إذا نجح هذا التحرك لاعلان المحافظة منطقة للحكم الذاتي .. فهذا سيكون بلا شك تغييرا في قواعد اللعبة.. و لكن المشكلة ليست فى موضوع البصرة فقط ، فهناك الان حركة الكبرى تدعو لفصل المناطق الشيعية لفصلها عن بقية البلاد التي مزقتها الحرب”.

والتوجه وراء هذه الخطوة لتحويل البصرة إلى منطقة الحكم الذاتي قد اكتسب زخما في الآونة الأخيرة ، مع بدء المحافظ والوزير السابق “وائل عبد اللطيف” إعادة تشغيل حملة التوقيعات التى تهدف إلى اقرار الاستفتاء ، و هى الحملة التى كان قد دشنها عام 2009 ولكن لم يكتب لها النجاح ، بعدما فشل في جمع ما يكفي من التوقيعات لإجبار لجنة الانتخابات العراقية قانونيا لاجراء التصويت.

و لكن بعد التوصل الى اتفاق بين حكومة إقليم كردستان (KRG) والحكومة المركزية في بغداد بشأن الأمور المالية وصادرات النفط الكردية في وقت سابق من هذا الشهر، طالب مجلس محافظة البصرة بدور أكبر في ادارة شؤون الطاقة والثروة الوطنية العراقية ، وطلب المجلس تشكيل هيئة يطلق عليها ” نفط البصرة” على غرار وزارة الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان التي ستتفاوض على إدارة الثروة النفطية في الاقليم مع بغداد.

من المعروف تاريخيا ان منطقة البصرة، تغذي الميزانية العراقية بأكثر من 90 في المئة من من خلال التجارة و النفط، و لكن المحافظة تشكو من عدم وجود شفافية في اعلان وادارة عائدات النفط. . ويشكو مسؤولون المحافظة أيضا من أن بغداد لا تستجيب لشكاواهم بخصوص نقص الخدمات الأساسية، وأنه مليء الروتين والفساد.

ويحذر كاظم من أن مطالب البصرة هي أعراض لتهديد أكبر: و يعنى عدم التزام من قبل الشيعة لسلامة الأراضي العراقية ” سيصبح الشيعة غير ملتزمون بعد الآن بسبب إراقة الدماء، لأن الشعب حقيقة لا يجب ان يعيش بهذه الطريقة ، وقد اصبح الجنوب والوسط ، في حالة دمار الآن “.

و لقد كانت هناك عدة محاولات فاشلة أخرى لتحويل البصرة إلى منطقة حكم الذاتي: في عام 2005 و 2009، و لكن رفض السكان المحليين الاشتراك في حملة التوقيع على إجراء استفتاء بشأن مستقبل البصرة من الناحية القانونية ، حال دون تحقق ذهه المحاولات ، حيث ينص القانون العراقى على وجوب توقيع 10 في المئة من السكان على الاقل في المحافظة حتى ييتم الاستفتاء ..

و يقول “قاطع الزوبعي Katee al- Zobaie”، نائب رئيس مجلس مفوضي الدولة ، ان الهيئة الانتخابية في العراق من الناحية الفنية و لوجستيكيا على استعداد لاجراء استفتاء عند إرسال الطلب من قبل المحافظة و لكن بعد استيفاء الاجراءات القانونية.

و يرى البعض انه الإضافة إلى وجود رغبة حقيقية لمزيد من السيطرة على السلطة والثروة في البصرة ، فان بغداد لها مصلحة فى دفع هذا الموضوع الى الاعلى لاستخدامه كورقة رابحة في مفاوضاتها مع إقليم كردستان.

ويقولون ان بغداد تستخدم طلب البصرة للحكم الذاتي ، كمبرر للرفض بأدب المطالب الكردية بالحصول على مزيد من القوة الاقتصادية والسياسية للاقليم الشمالى .. وفي مناسبات عديدة، قال مسؤولون من الحكومة المركزية في بغداد مرارا وتكرارا أن إعطاء المزيد من السلطة للأكراد من شأنه أن يؤدي إلى احداث “تأثير كرة الثلج” في البصرة والمحافظات الأخرى.

ويقول ” بلال وهاب” وهو محاضر في الجامعة العراقية الأمريكية في السليمانية، الموجود حاليا في واشنطن العاصمة “أعتقد انه يتم استخدام ورقة البصرة بطريقة أو بأخرى كورقة ضغط عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات مع حكومة إقليم كردستان ، خاصة بالتدقيق فى المفاوضات و سيرها على طول السنوات العديدة الماضية، بين بغداد وحكومة إقليم كردستان .. وهذا لا يعني، بطبيعة الحال، أنه لا يوجد رغبة في البصرة للحصول على حصة أكبر من الحكم الذاتي أو حصة من البترودولار”.

و من الملاحظ أن إقليم كردستان رغم تلويحه المستمر بالانفصال عن العراق الا انه لم يجرؤ على إعلان إستقلاله، ويبدو أن الشبح التركي اصبح ملازم للحلم الكردي بالإستقلال وتكوين دولتهم الكردية، هذا اذا ما استثنينا الدول المجاورة الاخرى الرافضة لفكرة قيام دولة كردية ، وعلى هذا الاساس إتجه بعض السياسين الاكراد نحو الضغط من الداخل باتجاه “المركز” اى العاصمة بغداد ، للدفع نحو الاقاليم وإنشاء الفدراليات لتكون فكرة إستقلالهم تحصيل حاصل لما يجري في باقي المحافظات العراقية ، و تاتى على راس هذه الاقاليم ” البصرة” صاحبة الجز الاعظم من النفط الذى يتم تصديره عبر موانيها ايضا ، و اصبحت ترى انها لا تنال ما تستحق ، فهل سيكون استقلال البصرة ذاتيا هو المسمار الاخير فى نعش وحدة دولة العراق ".