كتب / توفيق التميمي:
اتصلت امس هاتفيا بصديق ايام المحنة وصديق الشدائد التربوي البصري سيد حسين الهماش ،لكن رد علي ابنه البكر علاء بدلا منه ..فقلت له :اين الوالد هل نسي هاتفه كالعادة في البيت ؟؟فرد علي بنبرة انكسار ::لا بل غادر الحياة منذ شهرين ؟؟؟لم اسأله السؤال المتوقع ،كيف حصل ذلك ولماذا ؟؟
فسيد حسين علي الهماش قضى عمره الستيني بين احزان الفقدان التي لم تتوقف فاخيه الاكبر المعلم عبدالامير اعدمه نظام صدام واكمل الرصاص الصدامي دورته في اعدام ابنته المعلمة شيماء التي ماتت بلا قبر ولا زفاف وقضى ربع حياته يفتش عن امل في خلاص زوجته الحبيبة من السرطان الخبيث ولم يفلح ...
كان يقاوم ذلك كله بعشقه المزمن للقراءة وعالم الكتب التي ربطتني به صديقا واخا ويقاوم تلك الاحزان بالامل في الخلاص ..فظل يفترش رصيف الكتاب في شارع الكويت في مدينته البصرة حتى اخر لحظة من حياته وهو مدرس الرياضة المتقاعد لكي لا تبتعد رئته عن انفاس الثقافة والمثقفين ..عشت معه ذكريات لها طعم الوفاء ودرس الكبرياء بحثت معه في مقابر العراق عن قب مجهول ترقد فيه ابنته العروس المعلمة شيماء لكنا عدنا خائبين ..حتى التحق بها قبل شهرين دون علمي بالطبع ...